كشف باحث مختص في تاريخ الشمال الغربي من المملكة بأن منطقة تبوك تحتفظ بإرث تاريخي يعود إلى عصور موغلة في القدم بدءا بموطن الإنسان القديم مرورا بفترة الثموديين والمديانيين والأنباط وانتهاء بالحضارة الإسلامية، متمنيا من هيئة السياحة والآثار تأهيل تلك المواقع للسياحة ورصفها وتهيئتها بإنشاء المنتجعات السياحية لتشجيع حركة السياحة الداخلية والخارجية لآثار تبوك. وأكد الباحث بجامعة تبوك الأستاذ الدكتور موسى العبيدان ل"الوطن" بأن الأماكن الأثرية في منطقة تبوك كثيرة وجديرة بالاهتمام والعناية من قبل هيئة السياحة والآثار، فهناك آثار منطقة حسمى والبدع وآثار الشريط الساحلي مقنا وعينونة وشرما وتريم وآثار منطقة أملج وتيماء. فيما تنوعت الآثار في تلك الأماكن ما بين معابد وقصور وأسوار وقلاع ورسومات ونقوش وبرك ومسلات وتماثيل وغيرها. آثار موقع قرية أوضح العبيدان بأن موقع قرية الأثري يقع على بعد 79 كيلا من مدينة تبوك ويعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد ويضم حزمة كبيرة من الآثار مثل سور ضخم ومبان ومنشآت حجرية وشبكة ري قديمة وأفران لصناعة الفخار وكسر فخارية ذات أشكال وأحجام متنوعة. وطالب العبيدان وزارة النقل بالاهتمام الجاد بالطريق المؤدي إليه وإنشائه على أعلى المواصفات لتسهيل الحركة السياحية لهذا الموقع الأثري.
آثار موقع أرض مدين "البدع" يعود تاريخ أرض مدين إلى الحضارة المديانية والنبطية والإسلامية وتضم عددا من الأماكن الأثرية القريبة من بعضها، ما يشكل في مجموعها موقعا أثريا واحدا يمكن استغلاله كوجهة سياحية متميزة، وهذه الأماكن الأثرية هي البدع الملقطة مغاير شعيب ديسة البدع بئر السعدني الرديدة المالحة طيب اسم الخريبة عينونة وجبل عريق الكفرة قلعة المويلح.
آثار تيماء تعتبر تيماء مدينة تاريخية قديمة ضاربة في عمق التاريخ وتعود نشأتها إلى ما قبل الميلاد بألفي عام. مشيرا إلى أن أول من سكنها العمالقة ثم استولى عليها البابليون واستوطنتها بعض القبائل العربية قبل الإسلام وكذلك اليهود، وهذا الموقع الأثري مليء بالأماكن الأثرية ومن آثارها: السور الكبير غرب مدينة تيماء وقصر الحمراء، وبئر هداج تيماء وحصن الأبلق وقصر البجيدي ورجوم صعصع. مضيفا تيماء لو وجدت الاهتمام لأصبحت وجهة سياحية جاذبة للسائحين من داخل المملكة وخارجها لمميزات عدة، منها أن آثارها تعود إلى حضارات تاريخية مختلفة، وكذلك قرب تلك المواقع من حيث المسافة. دور السياحة طالب العبيدان هيئة السياحة والآثار بالالتفات لمواقع الآثار التاريخية في منطقة تبوك خصوصا آثار تيماء ومدين، وذلك بتأهيل تلك المواقع للاستقطاب السياحي بترميم ما تبقى فيها من أطلال ورصف الطرق داخل تلك المواقع لتسهيل حركة التنقل على الأقدام والاهتمام بإنشاء المنتجعات السياحية المتناسبة مع تاريخ الموقع الأثري وطبيعة التضاريس.