105 أعوام مرت منذ اكتشاف الرحالة النمساوي "موزل" عام 1910 معبد روافة بمنطقة تبوك، وهو المعبد الذي يعود تاريخ إنشائه إلى منتصف القرن الثاني من الميلاد أواخر عام 166 ولا تزال آثاره موجودة حتى اليوم، مشكلة سرا حول وجود هذا المعبد في منطقة صحراوية بتبوك. الدكتور موسى العبيدان من جامعة تبوك. أوضح ل "الوطن" أن هناك اختلافا حول من بنى معبد روافة، ففريق يرى أن الثموديين هم الذين بنوه، وآخر يرى أن الأنباط هم من بناه. في حين وجدت الرحالة النمساوي "موسل" يقول إن الثموديين الذين استوطنوا هضبة حسمى في منتصف القرن الثاني للميلاد هم الذين بنوا معبد روافة كذكرى للإمبراطور "ماركوس أوروليوس" و"ليوكس فيروس" بينما يذهب الرحالة "جون سانت فلبي" إلى أن من بناه هم "الأنباط" لأن مملكة الأنباط كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية واحتفلوا بإنشاء هذا المعبد وفاء لديانة الإمبراطورية. وقال العبيدان: الرأي الذي أميل إليه هو ما ذهب إليه الرحالة "موسل" في أن المعبد بناه الثموديون لعدة أسباب منها: أن النقش الذي كتب على واجهة المعبد حمل اسم الثموديين صراحة، والسبب الثاني أن الثموديين بعد الميلاد ، كانوا يقطنون أعالي الحجاز في غرب تيماء حتى حرتي الرحا التي يقع المعبد في الشمال الغربي منها، نجد العلاقة بين الرومان والثموديين بعد الميلاد علاقة حميمية وهذا سبب وجيه يجعلني أميل إلى أنهم هم الذين بنوا معبد روافة. في حين كانت الأمور معقدة بين الرومان والأنباط فقد حدث صراع بينهم في سنة 62 ق.م انتصر "سكوروس" قائد الرومان على الحارث الثالث ملك الأنباط. وتساءل العبيدان: هل يعقل بعد هذا الصراع المرير أن يكافئ الأنباط الرومان ببناء معبد روافة تكريما لقائدين من الذين قضوا على ملكهم وشتتوهم في بقاع الأرض حتى سقوط مملكة الأنباط عام 106م قبل بناء المعبد ب 60 سنة! وردا على تساؤل ل"الوطن" لماذا بنى الثموديون معبدهم على أرض روافة؟ وهي في ذلك الزمن مدينة نبطية؟ أوضح العبيدان: تلك المدينة النبطية كانت في الأصل للثموديين الذين استوطنوها قبل استيلاء الأنباط عليها إبان توسعهم في زمن ملكهم الحارث الثالث، فهي أرض ثمودية وإن تملكها الأنباط. أما لماذا بنى الثموديون معبدهم في أرض روافة فللاسباب التالية: أولاً: روافة تحتل موقعا وسطا في ديار ثمود التي تمتد من حدود بلاد العرب الحجرية إلى مدينة الحجر. ثانياً: أن روافة كانت مدينة مأهولة في فترة حكم الأنباط وكان لها شأن عظيم في أواخر حكمهم وهذه الميزة جعلتها مقصدا لوجهات القوافل وتنقلات القبائل. ثالثاً: أن بناءه في تلك البقعة كان بسبب تدفق ينبوع المياه في كهف صغير حوله وذلك مدعاة للاستيطان وتأسيس المدن حوله، وآخر الأسباب حول سر بناء هذا المعبد، هو أن أرض روافة تقع على طريق التجارة النبطية وهو الطريق الذي احتله الثموديون كما ذكره "بطليموس" في جغرافيته الذي يوصل بلاد الشام ومصر وفلسطين بالحجاز واليمن مارا على مدينة روافة النبطية. وحول ما إذا كان لمعبد روافة علاقة بالديانة المسيحية؟ أكد العبيدان أنه ليس للمعبد علاقة بالدين المسيحي فالمساحة التي بني عليها التي قاسها "جون فيلبي" لا تتجاوز 30*30 قدما وهذه مساحة صغيرة لا تكفي لأن تضم الأجزاء الرئيسة في كل كنيسة مثل، المنارة والأجراس والأبواب وصحن الكنيسة الذي يتكون من المنجلية وحوامل الشمعدان وقنديل الزيت وكرسي الأسقف والهيكل ومحتوياته. وخلص العبيدان إلى أن روافة ماهو إلا "معبد وثني" أقيم لعبادة قيصر الروم لأن من عادة الرومان عبادة أباطرتهم. يذكر أن "معبد روافة" الذي يقع جنوب غرب مدينة تبوك على مسافة 115 كم من الشواهد التاريخية على حضارة منطقة تبوك المكتظة بالآثار.