أكد أشهر مغسلي الموتى بمحافظة الأفلاج ربيع الدوسري أن للموتى أسرارا، لا يطلع عليها إلا من تولوا تجهيزهم وغسلهم قبل مواراتهم الثرى في مثواهم الأخير، وأن العديد من الموتى الذين قام بغسلهم على مدار 20 عاماً لهم علامات تدل على حسن خاتمتهم، مشيرا إلى أن التأثر سبب عزوف الكثيرين عن العمل في هذه المهنة. حفظ الأسرار قال الدوسري (80 عاماً) ل "الوطن" إن "من الموتى الذين قمت بتغسيلهم من يرفع السبابة دلالة على التوحيد والشهادة بأن لا إله إلا الله، ومنهم من يكون وجهه مشرقاً، ومنهم من تعلو وجهه ابتسامة الرضا والسرور"، مشيراً إلى أن من يغسل الموتى يجب أن يكون أميناً على أسرارهم، وألا يطلع أحداً عليها. وأضاف أنه في المقابل قابل بعض الحالات التي ربما تدل على سوء الخاتمة، لكنه لم يطلع أحداً عليها، وأنه في هذه الحالة يطلب من ذوي المتوفى الإكثار من الدعاء له بالمغفرة والرحمة. وأوضح الدوسري أن "بعض الموتى يأتون إلى مغسلة الأموات عبارة عن جثامين متعفنة أو أشلاء، وفي هذه الحالة يتم التعامل مع أشلاء الجثمان بحذر شديد أثناء الغسل"، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات لا تزيده إلا إيماناً بالله عز وجل. مغسل موتى بالصدفة بين الدوسري أن "الصدفة وحدها هي التي قادتني للعمل بهذه المهنة التي يخشاها الكثيرون، فقد كنت أعمل في النقليات الكبيرة، وبعد تقاعدي بدأت البحث عن وظيفة لإعالة أسرتي، وتقدمت إلى بلدية الأفلاج فلم أجد إلا وظيفة مغسل موتى، ولم أتردد في قبولها". وأشار إلى أنه عمل بهذه المهنة 10 سنوات موظفا رسميا، بينما قضى 10 سنوات أخرى في هذه المهنة مع زميله عبدالعزيز الشنار، متطوعاً لوجه الله تعالى. قلة المغسلين يقول الدوسري إنه سيستمر في تطوعه حتى مماته، وذلك بسبب قلة المتطوعين، وعدم استمرار الموظفين الرسميين في هذه المهنة لتأثرهم الشديد بأول حالة تقابلهم.