أقام مركز إكرام الموتى بالخبر "القسم النسائي" مؤخرا الدورة الشرعية والتطبيقية الخامسة في كيفية تغسيل وتكفين الميت بحضور تجاوز ال 120 سيدة، الدورة والتي جاءت بهدف إطلاع المشاركات على طريقة تغسيل وتكفين الميت وحفظ كرامته، بالإضافة إلى إيضاح ما يتمتع به المركز من تجهيزات متطورة وكبيرة جعلته في المركز الأول بالمنطقة الشرقية بهذا المستوى العالي من الإمكانيات والتجهيزات في خدمة الموتى. الدورة انطلقت بحضور الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي، والتي قالت عنها :" لم أكن أتوقع المركز بهذه التجهيزات وهذه الجودة في التعامل مع الميت والإنسانية التي غلفت جانب التغسيل والتكفين، مضيفة :" المغسلات لم يعتبرن الدمية المسجاة بين أيديهن والتي مثلت دور "الجثة" إلا كائنا بشريا يحتاج كل الرعاية والاهتمام والكرامة فكانت طريقة تغسيل وتكفين المتوفاة على الطريقة الشرعية الخالية من البدع، إضافة لتوفير كافة مستلزمات التغسيل والتكفين من قبل بلدية الخبر، متمنية أن تكون كافة مغاسل الموتى بهذا المستوى الكبير من التجهيزات. من جانبها، أوضحت المشرفة التربوية بمكتب غرب الدمام سليمة النداف حال الميت ووصفت شعور نزع الروح، كما وصفت علامات الاحتضار وعلامات حسن الخاتمة، وأكدت على أخلاقيات مهنة المغسل والميثاق الأخلاقي الذي يتضمن عنصرين أساسين، وهما كتمان حال الميت إن ظهرت عليه علامات سوء والإخلاص باستشعار مراقبة الله عز وجل، مشيرة إلى ضرورة وجود الفقه الشرعي والأمانة والجرأة والقوة، حيث تحتاج المتوفاة لشيء من القوة في التحريك والغسل، إضافة للتقوى والكتمان. من جانبها، تحدثت المشرفة المتطوعة في مركز إكرام الموتى فاطمة الدوسري، عن سعادتها بهذا المركز الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى المنطقة الشرقية، وقالت: إن المركز يحتوي على مجموعة من الأجهزة المتطورة والتي منها جهاز لنقل الجثمان وجهاز وحدة الغسيل وآخر للتكفين ورافعة بقوة تحمل 300 كيلو لنقل الجثث البدينة، وأضافت، إن المركز يحتوي على صالتين للنساء والرجال وقاعات محاضرات وتأهيل متنوعة، وإن المركز يقيم دورات بصفة مستمرة، حيث تعتبر هذه الدورة هي الدورة الخامسة من هذا النوع، مشيدة بما تقوم به بلدية الخبر من توفير كافة مستلزمات التغسيل والتكفين. كما أوضحت المشرفة المتطوعة في المركز ابتسام المطوع، والتي طبقت وزميلتها طريقة غسل وتكفين الميت أن عملية الغسيل ليست عملية عادية روتينية لكنها تتسم بالإنسانية والمهنية، فالجثة المسجاة أمامهم ليست إلا كائنا يستحق كل كرامة، وقالت: إنهم يحرصون على تقديم الجثة بأجمل صورة ليراها أهلها وتسكن نفوسهم، فالتكفين فن من فنون عمل المغسل، منوهة إلى أنهم يستعملون العطور الزيتية الخالية من الألوان حتى لا تؤثر بلون الكفن الأبيض وتفسد شكله كما أن تعطير جبين الجثة ووجهها يتم كذلك باحترافية عالية لأن أي بقعة مختلفة أو اسوداد عن لون الجثة قد يفسرها الأهالي تفسيرات مختلفة. من جانبها، قالت المُغَسّلة أم محمد، والتي تعمل في إحدى مغاسل الأموات بالمنطقة الشرقية، إن أمانة المنطقة تحرص على إلحاقهم بدورات متكررة في فقه غسيل الميت، وأضافت، إنها تحتسب الأجر في التحاقها بهذه المهنة التي تعتبرها إحدى البركات عليها. وقالت أم عمر الضويان والتي تحضر لأول مرة دورة تغسيل الموتى، إن هذه الأجواء تعيد الإنسان لربه وترقق القلوب للعمل للآخرة، وأضافت، إنها تعلمت أشياء جديدة، وإنها سعيدة بهذه المعرفة التي أضافت لها شيئا جديدا. بينما قالت أم خالد الأحمد، إنها استشعرت الموت ومفارقة الدنيا والأحباب في هذا المكان الذي توحي كل جنباته بالموت، وأضافت، إن حضور هذه الأجواء جيد لكسر حاجز الخوف والانغماس في الدنيا التي تنسي الآخرة وتساهم في غفلة الإنسان. ونوهت فوزية الصانع والتي اعتادت الانخراط بالأجواء التطوعية بعد تقاعدها إنها تحرص على حضور الدورات الشرعية والتي تعين على تذكر الآخرة كما أنها تحرص على اصطحاب بناتها وصديقاتها لكسر حاجز الخوف لديهم، حيث تعتبره من التواصي على الخير .