فيما ينظر الفلسطينيون بقلق بالغ إلى التطورات السياسية في إسرائيل، بعد قرار ضم وزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان، إلى الحكومة وتوليه حقيبة الدفاع، وذلك في إطار ما اتخذه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بتوسيع ائتلافه الحكومي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، استقالته من الحكومة ومن الكنيست، معلنا اعتزال الحياة السياسية بعد أن قال إنه لا يثق برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأضاف يعالون في بيان "أبلغت رئيس الوزراء هذا الصباح قراري الاستقالة من الحكومة والكنيست واعتزال الحياة السياسية لفترة ما من الوقت في أعقاب تصرفاته في التطورات الأخيرة والشعور بعدم الثقة به". وبعد استقالة يعالون فإنه سيحل مكانه في الكنيست الإسرائيلي الحاخام يهودا جليك الناشط في اقتحامات المسجد الأقصى. ولكن ما يزيد الأمور تعقيدا هو كشف مصادر إسرائيلية النقاب عن اتفاق بين نتانياهو وليبرمان جاء لدفع مشروع قرار بإعدام الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية المتهمين بقتل أو المشاركة بقتل إسرائيليين. وكان ليبرمان برر مشروع القرار هذا بتفادي إطلاق فلسطينيين في صفقات تبادل أسرى. الانتقام من الفلسطينيين يأتي ذلك في وقت اعرب الفلسطينيون عن قلقهم من ائتلاف نتانياهو، وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن الذي يحكم الشارع الإسرائيلي هو التشدد والتطرف وينتج عن ذلك تصرفات عشوائية انتقامية بحق الشعب الفلسطيني، محملا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التوترات والتجاوزات والإعدامات التي يقوم بها المسؤولون الإسرائيليون المتطرفون وهذا يعني أن أفق ما يعرف بالمفاوضات بعيد المنال". ومن جهتها، أوضحت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي، أن تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع "يكشف الوجه الحقيقي لحكومة نتانياهو العنصرية والمتطرفة التي تسعى بشكل ممنهج ومدروس لتدمير فرص السلام ووضع حد لأي حل سياسي ممكن، وجر المنطقة بأكملها لمزيد من العنف والدمار". المبادرة الفرنسية وجاءت التطورات في إسرائيل مع دفع فرنسا قدما مخططها عقد اجتماع تشاوري على المستوى الوزاري في العاصمة الفرنسية باريس في الثالث من يونيو المقبل لبحث تفاصيل عقد مؤتمر دولي للسلام في النصف الثاني من العام الجاري. وبعد أن كان مقررا عقد الاجتماع في الثلاثين من الشهر الجاري فقد أرجأته فرنسا بعد أن اتضح أن الموعد يتضارب مع مواعيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ودعت فرنسا 20 دولة لهذا الاجتماع من بينها هي الولاياتالمتحدة، الصين، بريطانيا، روسيا، المملكة العربية السعودية، الأردن، مصر، المغرب، الهند ، البرازيل، جنوب إفريقيا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرلوت إن "المؤتمر الذي يضم بشكل خاص أعضاء الرباعية والكثير من الشركاء الأوروبيين والعرب سيكون فرصة لإعادة تأكيد تجند المجتمع الدولي لصالح حل الدولتين وتحديد الطرق لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى مسار السلام".