لم يجد وفد الحكومة الشرعية بدا من الانسحاب من جلسة المشاورات التي عقدت أمس في إطار مفاوضات الكويت، بسبب تعنت وفد الحوثيين وإعلانه عدم الاعتراف بالحكومة الشرعية، ما دعا ولد الشيخ إلى توجيه انتقاد قاس للانقلابيين، واتهامهم بالرغبة في نسف أساس المفاوضات. وكان عضو وفد الانقلابيين، وشقيق زعيم الجماعة حمزة الحوثي، قد أعلن صراحة أن جماعته لا تعترف بالحكومة الشرعية، ولا بالرئيس عبدربه منصور هادي، ما دفع الوفد الحكومي للاعتراض وطلب من ولد الشيخ إبداء رأيه في ذلك، فتوجه الأخير لرئيس الوفد الانقلابي محمد عبدالسلام وسأله عن موقف جماعته الرسمي، فقال إنه يؤيد كلام الحوثي وهو يمثل رأي الحركة. كما أعلن الانقلابيون التراجع عن إقراراتهم السابقة بالاعتراف بالمرجعيات الأساسية الثلاث لمشاورات الكويت، وهي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. ودفع هذا الموقف غير المسؤول وفد الشرعية للانسحاب من الجلسة على الفور. وعقب الانسحاب توجه ولد الشيخ بانتقادات لاذعة لوفد الميليشيات، واتهمه بتعمد إفشال المفاوضات، وإضاعة الجهد الذي بذل على مدار الأسابيع الماضية، وخاطبهم بالقول "بانقلابكم على الشرعية تنسفون أساس المفاوضات". وعقد رئيس الوفد الحكومي، وزير الخارجية عبدالملك المخلافي مؤتمرا صحفيا أكد فيه أن انسحاب الوفد جاء ردا على تراجع وفد الميليشيا الانقلابية عن أبجديات أسس التفاوض، وتساءل عن المبدأ الذي جلس الحوثيون للتفاوض على أساسه، ما دام لا يعترف بالمرجعيات المتفق عليها. وقال "الانقلابيون ينسفون كل مرجعيات وأسس المشاورات، ويتعمدون إفشال جولة المفاوضات، عبر تعمد التراجع عن كل ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات. وطالب المبعوث الأممي إلزام الانقلابيين بالمرجعيات قبل استئناف المشاورات، مشترطا أن يعلن الانقلابيون هذا الالتزام صراحة".