فيما لم يزل وفد المتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع، علي عبدالله صالح، يمارس التعنت والمماطلة، ويتعمد إفشال مفاوضات اليمن، استمرت الحكومة في التمسك بجديتها التي أبدتها منذ البداية، وإصرارها على إيجاد حل للأزمة، إلا أن هذا الحرص يقابل ببرود من الحوثيين الذين يخططون لنسف المفاوضات وإنهائها دون تحقيق أي تقدم حقيقي على الأرض، وهذا ما حدث حتى الآن، حيث اقتصر ما تم تحقيقه خلال الأيام الثلاثة الماضية على اختيار ممثل من طرف الحكومة وآخر من المتمردين لمتابعة لجنة التهدئة، والتواصل والتحقق من سير عملها على الأرض. وكشف الوفد الحكومي في بيان أصدره أمس أنه يدرك كافة محاولات الوفد الانقلابي لإجهاض كل المحاولات التي يبذلها المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وفريق الوساطة، والتسهيلات التي قدمتها دولة الكويت المضيفة التي تعهدت قيادتها بتوفير ما يطلبه المتفاوضون، وحثت الأطراف على العمل بروح إيجابية، والتعاطي بحسن نوايا مع المفاوضات، والسعي لإيجاد حلول نهائية للأزمة. التعاطي الإيجابي أضاف البيان "ما زلنا نتمسك بالأمل، ونعمل بروح وطنية، ونتعاطى بإيجابية مع المساعي التي تبذلها الوساطة، وسنظل على هذا النهج، انطلاقا من الدور الوطني الذي قبلنا القيام به، ونؤكد مرة أخرى على ضرورة وأهمية تعزيز مسار السلام، والعمل بروح صادقة على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار الدولي 2216، الذي نتمسك بضرورة تنفيذه روحا ونصا، حسب ما جاء في مسودة الأممالمتحدة". وأكدت الحكومة أنها ستستمر في المشاورات بالتركيز على محاور بناء الثقة التي تؤكد على التنفيذ الفوري لخطوات إعادة بناء الثقة. جدية وانضباط كشفت مصادر لصيقة بالمحادثات أن ولد الشيخ أكد للوفد الحكومي أنه سينقل صورة ما دار في المفاوضات إلى مجلس الأمن الدولي بكل شفافية وصراحة، وسيطلب معاقبة الطرف الذي يعيق محاولات التوصل إلى حل سلمي للأزمة، مضيفة أن الوفد الحكومي ظل مثار إعجاب الوسطاء، بسبب حرصه على إنهاء الأزمة، وتجاوبه المستمر مع أطروحات الوسطاء، إضافة إلى الحرص الذي ظل يبديه في الوصول إلى مقر المفاوضات قبل الموعد، إضافة إلى الانضباط والترتيب وعدم اللجوء إلى أساليب التسويف، في حين يتعمد الانقلابيون افتعال المشكلات وإيجاد العوائق، إضافة إلى محاولة تعديل أجندة المحادثات، وهو ما رفضه وفد الحكومة الشرعية بصورة حازمة.