في تأكيد جديد على تبني المملكة للإسلام الوسطي، ودعوتها للحوار بين الثقافات والأديان، استقبل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، كلا من شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكذلك بابا الأقباط المصريين البابا تواضروس. ووصف مراقبون، تزامن استقبال خادم الحرمين للرجلين بأنه رسالة للعالم بحقيقة الإسلام، الذي ينبذ العنف والتطرف، وتأكيد على حرص الملك سلمان، على المضي في سياسة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة، وهي السياسة التي يعكسها دعمه لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. معان نبيلة أكد رئيس حزب النور، الدكتور يونس مخيون، حكمة الملك سلمان، مشيرا إلى أهميتها في هذا الوقت الحرج الذي تمر به المنطقة العربية في ظل التحديات التي تواجهها بسبب تصاعد العنف والتطرف. من ناحية ثانية، أشادت قيادات قبطية باستقبال الملك سلمان، لبابا الأقباط، معتبرين أنه يحمل الكثير من المعاني الإنسانية النبيلة، خاصة أنه الأول في تاريخ العلاقات السعودية المصرية. وقال المفكر القبطي جمال أسعد، إن اللقاء يؤكد حرص الملك على ردم الهوة بين الثقافات، وإبراز القواسم المشتركة بين الأديان، حيث الإعلاء من شأن ما هو إنساني، وعلى نشر ثقافة التعاون والتعايش والحفاظ على كل ما هو مشترك وأصيل لدى مختلف الأمم والحضارات. إجهاض الفتن أبان عضو مجلس الشورى السابق، ممدوح رمزي، أن الزيارة "تعطي رسالة للعالم عن الوجه الحقيقى للدين الإسلامى، الذى يعترف بكل الأديان ويقبل الآخر، فهو دين السلام والتسامح، والملك سلمان أراد بلقائه البابا تواضروس أن يبعث برسالة سلام للعالم، وبأن العالم العربى يعيش في سلام وأمان، مما يعكس حكمته في مخاطبة الآخر وانفتاحه على الحوارات والحضارات". وأوضح الناشط القبطي جرجس جبريال أن "اللقاء بمثابة رسالة من العاهل السعودي للعالم كله بقوة تماسك المجتمع المصري، ويعكس رؤية وإيمان الملك سلمان بالإنسانية والوحدة بين أبناء الشعب العربى مسلميه ومسيحييه، وأن المملكة تقود توجها عاما نحو التسامح الديني في منطقة الخليج والمنطقة العربية، كما أنه رد بليغ على مشعلي الفتن ممن يحاولون اللعب بالملفات المذهبية والطائفية لتفتيت وحدة وتماسك المنطقة العربية".