قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية إن الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيدا من جانب النظام السوري لعملياته العسكرية، مما يهدد بإجهاض اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين نظام الأسد والمعارضة هناك، الذي تم الاتفاق عليه بين واشنطنوموسكو وبدأ سريانه في 27 فبراير الماضي. وقالت الصحيفة في تقرير لها إن هذه الاشتباكات أثارت شكوكا عما إذا كانت دورة جديدة من المحادثات المقرر عقدها نهاية الأسبوع المقبل ستنعقد أم لا، مشيرة إلى أن مركز التنسيق الروسي الذي يراقب الالتزام باتفاق وقف القتال، ونظيره الأميركي بالعاصمة الأردنية عمان، أكدا أن هناك انتهاكات كبيرة للاتفاق. هجوم عنيف وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الهجوم الذي شنه النظام أول من أمس بالأعنف منذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وقال المرصد إن قوات الأسد استخدمت الضربات الجوية والمدفعية والصواريخ في الهجوم الذي يهدف إلى استعادة بلدة تلة العيس التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة، فيما ذكر هاني الخالد من كتائب ثوار الشام التابعة لجبهة الشام أنه تم صد الهجوم، وأن المقاتلين الذين يقاتلون مع قوات النظام تكبدوا خسائر كبيرة. من ناحية ثانية، شن مقاتلو تنظيم داعش هجمات على مناطق تسيطر عليها قوات الأسد قرب العاصمة دمشق أول من أمس ردا على الهجمات التي شنها النظام ضد التنظيم في مواقع أخرى بسورية. اختبار جدية بشار شدد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، على أهمية بدء حوار مباشر في المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة، في حين طالب المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بالتوصل لآلية أكثر فاعلية للهدنة، كما رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن محادثات جنيف المقبلة ستختبر "نوايا" بشار الأسد. وخلال استقباله دي ميستورا في موسكو، قال لافروف إنه من الضروري بالطبع أن نضمن الطبيعة الشاملة للمفاوضات، وأن تركز على دعم الحوار المباشر بين الطرفين، مضيفا أن نتائج الجولة الأخيرة من المحادثات في جنيف لم يرفضها أي طرف. من جهته، شدد دي مستورا على ضرورة التوصل إلى آلية أكثر فاعلية لوقف إطلاق النار في سورية، مؤكدا أن المجتمع الدولي يعول على بداية المرحلة الأولى من العملية السياسية الانتقالية فيها، لافتا إلى أنه سيتوجه إلى مدن أخرى، من بينها أنقرة والرياض للتحضير بشكل أفضل لاستئناف محادثات جنيف في 11 من الشهر الحالي. في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي في تصريحات إعلامية أول من أمس إن الأساس الآن هو مدى قدرة الأسد على التفاوض بنية حسنة، ولا بد من اختبار ذلك، مؤكدا أنه لا توجد طريقة لإنهاء الحرب مع بقاء الأسد في السلطة. وأضاف أن تحقيق عملية الانتقال السياسي ستكون متروكة للمحادثات، مؤكدا أنه "لا بد أن تقر إيران وروسيا وغيرهما بأنهم إذا أرادوا تحقيق السلام فلا بد أن يرحل الأسد". جيش تحت الطلب أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، علي عوني، أن حزب العمال الكردستاني تحول إلى سلاح بيد بشار الأسد والدول الإقليمية، لافتا إلى أن الحزب أصبح جيشا "تحت الطلب". وشكك القيادي الكردي في ادعاءات حزب العمال بقدرته على تحرير مدينة الموصل، ودوره في المشاركة القتالية ضد تنظيم داعش في العراق.