كشفت مناقشات ندوة الأمن الفكري التي أقامها مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة صباح أمس في قاعة الأمير عبدالرحمن بن ناصر للنشاطات التربوية والتعليمية بمبنى إدارة تعليم الخرج، عن استخدام أصحاب الفكر الضال شماعة التكفير، لارتكاب جرائمهم التي حرمها الإسلام. خطوط حمراء أوضح الدكتور محمد المشوح من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، في ورقته التي ألقاها بالندوة، أن هناك خطوطا حمراء يجب على الشباب تداركها، وفهمها الفهم الشرعي، مؤكدا أن جريمة التكفير التي ينتهجها حاملو الفكر الضال هي مجرد شماعة لارتكاب جرائمهم، التي حرمها الإسلام من القتل والتفجير، وغيرها من الجرائم التي تخدم بعض الأهداف التي تسعى إلى نشر الفوضى وضياع الأمن. وشدد المشوح على أن الحرب الشرسة التي تحاك ضد المملكة إنما لأنها دولة وسطية معتدلة تحارب الفكر الضال والتشدد. مرضى نفسيون تناول الدكتور ياسر المزروع عددا من الخصائص النفسية لمن تم دراسة حالاتهم بعد عودتهم من مواطن الصراع ومن معتنقي الفكر الضال، مشيرا إلى أن بعضهم يعاني من تصلبات فكرية وبعضهم بحاجة إلى علاج نفسي بالأدوية لوجود أمراض عقلية لديهم، وبعضهم بحاجة إلى تصميم برنامج علاج نفسي من خلال الجلسات الفردية طويلة الأمد، وهي إحدى الخدمات التي يقدمها مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، حيث يسعى المركز إلى ضمان الاستقرار النفسي للموقوفين، وإيضاح الحقائق لهم، ومتابعة مدى تقدمهم العلاجي بطاقم رجالي وآخر نسائي. عمليات إرهابية كشف أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود، عضو مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة الدكتور علي بن عبدالله العفنان، أن المملكة واجهت خلال العام الحالي أكثر من 35 عملية إرهابية، مشيرا إلى أن منفذي هذه العمليات هم شباب صغار السن ينقصهم العلم الشرعي والخبرة، ويسهل التأثير عليهم بعد سقوطهم في أيدي المنظمات الإرهابية، التي لا تأبه بما سيحصل لهم مقابل أن تحقق أهدافها بزعزعة الأمن. وأشار العفنان إلى أن مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة نجح ولله الحمد في تصحيح معتقد الكثير من الشباب الموقوفين واحتوائهم، وبيان حقيقة هذه المنظمات الإرهابية التي تسعى لتنفيذ أجندتها داخل هذه البلاد بأيدي أبنائها. وأضاف أن عدد الذين تخرجوا من مركز المناصحة بلغ أكثر من ثلاثة آلاف شخص بنسبة 85%، وأن نسبة من عادوا إلى أفكارهم السابقة تبلغ 14%، مشيرا إلى أن المركز يقدم أكثر من 13 برنامجا للمستفيدين وهي برامج متنوعة بين الشرعية والسياسية والاجتماعية والثقافية لرفع مداركهم ووعيهم تجاه القضايا التي تشكل لديهم صراعا داخليا. تجربة ذاتية استعرض بدر بن عذال العنزي تجربته بعد أن كان ينتهج بعض المناهج الضالة ومدى تأثير المنظمات الإرهابية على عقول الشباب وكيفية إغوائهم والأفكار الخاطئة التي كانت تزرع في أذهانهم، مؤكدا أن الله منّ عليه بالهداية والابتعاد عنهم، بعد استفادته من برامج مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة. وفي ختام الندوة، قدم مدير تعليم الخرج الدكتور عبدالرحمن العبدالجبار شكره وتقديره للمتحدثين على إثرائهم الجلسة والشفافية في الطرح والتنويع بين الجوانب الشرعية والاجتماعية والنفسية والأمنية، وعرض تجربة حية عن مدى خطورة هذا الفكر على الفرد والمجتمع.