واصلت اليونان، أمس، جهودها لنقل آلاف المهاجرين المقيمين في خيام مؤقتة على الحدود المغلقة مع مقدونيا، حيث يقيم نحو 12 ألف لاجئ بينهم أطفال ونساء، في أوضاع صعبة منذ أسابيع. وأشارت مصادر إلى أن الحكومة اليونانية عززت جهودها خلال الأسبوع المنصرم، لإقناع المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل، بمغادرة الحدود طواعية، مضيفة أن أثينا استبعدت مرارا اللجوء إلى القوة لنقل اللاجئين. وأوضحت المصادر أن بعض العالقين قبلوا أمس، الرحيل على مضض، بعد أسابيع من الأحوال الجوية القاسية ونقص الغذاء، مستدركة أن الأكثرية ما زالت ترفض العودة وتعرب عن أملها في حياة أفضل. وذكرت مصادر محلية أن تجارة تهريب اللاجئين تقلصت أو توقفت منذ الاتفاق الأوروبي التركي، موضحة أن المهاجرين كانوا يدفعون للمهربين نحو 1200 دولار للفرد للعبور إلى اليونان. وقال الصياد التركي، حسن بلجي، 50 عاما، إن مئات اللاجئين كانوا يعبرون البحر قبل الاتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الوضع تغير حاليا. وأكد قرويون في نقاط انطلاق مراكب المهاجرين على الساحل من كوجوكويو المقابلة لليسبوس إلى جيزمة المقابلة لجزيرة خيوس اليونانية، أن المهاجرين اختفوا فجأة من الشوارع خلال أيام. بدورهم، أبدى مهاجرون سوريون، قلقلهم من أن يعادوا إلى بلادهم حيث الحرب والدمار والقصف، بينما فضل بعضهم الرجوع إلى مسقط رأسه، بدلا من العيش في مخيمات وانتظار الأكل والشرب فيها دون أمل في حياة أفضل. سياج حدودي قال رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف، في تصريحات صحفية، إن بلاده على استعداد لإقامة سياج على حدودها مع اليونان لمنع المهاجرين، وسط مخاوف من أن يتخذوا من بلغاريا طريقا بعد إغلاق مسار غرب البلقان. وأضاف بوريسوف أن التهديد الرئيسي قادم من حدود اليونان، مشيرا إلى أنها "طويلة وغير محمية"، مبديا قلقه من عدم اتخاذ حكومة أثينا إجراءات خلال الأشهر الماضية. وكان البرلمان البلغاري وافق الشهر الماضي على أن يتعاون الجيش والشرطة، في حراسة حدود الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، لمنع توافد اللاجئين الذين تدفقوا على بعض دول الجوار. ولبلغاريا حدود جنوبية مشتركة مع اليونان طولها 500 كيلومتر.