تعيش العاصمة اليمنية صنعاء أجواء من التوتر على خلفية تزايد الخلافات بين طرفي الانقلاب، ودعوة كل منهما أتباعه إلى الاحتشاد في أحد الميادين. وقالت مصادر ميدانية إن وحدات عسكرية خاصة في الحرس الجمهوري التابع للمخلوع علي عبدالله صالح، بدأت منذ عصر أمس في الانتشار بشكل واسع على النقاط الرئيسية بمداخل صنعاء، مشيرة إلى أن وحدات من القوات الخاصة، ترافقها مدرعات عسكرية خرجت من معسكر السواد جنوب العاصمة وصلت إلى المدخل الغربي للعاصمة من اتجاه بني مطر وصولا إلى منطقة "عصر"، إضافة إلى وحدات أخرى وصلت إلى مدخل الصباحة. وأضافت المصادر أن تلك القوات ستتبعها وحدات أخرى من الحماية الخاصة التابعة للمخلوع، بدأت التوجه إلى المدخل الشمالي وبالتحديد في منطقة الأزرقين وعلى مدخل المطار الدولي قرب بني الحارث شمال شرق صنعاء، لتنفيذ خطة أمنية وضعها "صالح" ولم يكشف هدفها حتى اللحظة. وتأكيدا لتزايد الخلافات بين طرفي الانقلاب، قام أتباع المخلوع بإزالة الشعارات التابعة للحوثيين وعلقوا صور المخلوع صالح. وتوقعت المصادر أن تحدث مواجهات بين طرفي الانقلاب. وكان الحوثيون سعوا إلى إفشال مظاهرة أتباع المخلوع، والحشد لفعالية خاصة بهم، للظهور كطرف أقوى، كما عمموا على خطباء المساجد، أمس، أن يدعوا المصلين في خطبة الجمعة إلى المشاركة في المسيرة المقابلة التي نظمها الحوثيون، عقب عصر أمس، وأن يوضحوا لهم أن فعالية المخلوع مدعومة من أطراف خارجية لإفشال التظاهرة التي تنظمها الجماعة الانقلابية، حسب زعمهم. كما حذر الانقلابيون أصحاب حافلات النقل الكبيرة من المشاركة مع أتباع المخلوع أو نقل أتباعهم، وهددوهم بعدم صرف أي مشتقات بترولية لهم إذا شاركوا فيها. وكذلك رفضوا اعتبار اليوم إجازة رسمية، لمنع الموظفين وطلاب المدارس من الخروج في مسيرة المخلوع. وكانت مصادر أمنية قد حذرت من احتمال وقوع تفجيرات في ميدان السبعين، مشيرة إلى أن الاستخبارات الأميركية حذرت من حدوث تفجير بالتزامن مع احتشاد المتظاهرين، أو قصف بقذائف الهاون من داخل أحياء قريبة من المكان واتهام طرف ثالث بذلك. إلا أن مصادر في حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه المخلوع أشارت إلى وقوف الحوثيين خلف هذه الإشاعات لبث الرعب في صفوف المشاركين.