تواصلت أمس المعارك التي تخوضها القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني ضد مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح في جبهات تعز وشبوة والجوف، كما تجددت المواجهات عند الأطراف الشمالية الشرقيةلصنعاء في مديرية نهم، في وقت تشهد العاصمة احتقاناً حاداً بين طرفي الانقلاب عشية التظاهرتين المنفصلتين اللتين دعا إليها «الحليفان اللدودان» لمناسبة مرور عام على بدء «عاصفة الحزم». وانتشرت قوات موالية لصالح كانت تعرف سابقاً ب «الحرس الجمهوري» على مداخل العاصمة ورفعت صوره عند نقاط التفتيش وفوق العربات المدرعة، في حين سيطر أنصار حزبه (المؤتمر الشعبي) على «ميدان السبعين» قرب القصر الرئاسي جنوب العاصمة وبدأوا تأمينه تحضيراً لتظاهرتهم الحاشدة صباح اليوم والتي تعد الأولى لهم منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء وانقلابهم على الحكومة الشرعية في أيلول (سبتمبر) 2014. وفيما بدأت مواكب أنصار صالح القادمين من المحافظات المجاورة بالتوافد إلى صنعاء للمشاركة في التظاهرة، نشر الحوثيون سيارات أخذت تجوب شوارع العاصمة حاملة مكبرات الصوت تدعو لحضور تظاهرة الجماعة التي ستقام عصر اليوم بجوار مبنى الكلية الحربية شمال العاصمة باعتبارها التظاهرة الشرعية والوطنية بخلاف تظاهرة حليفهم صالح. وفي سياق الغضب الحوثي من تظاهرة صالح وأنصاره ومحاولة التضييق عليها لإفشالها، سخّرت الجماعة وسائل الإعلام الحكومية التي تسيطر عليها للدعوة إلى تظاهرتها الخاصة وأوعزت إلى خطباء الجمعة في المساجد لتحشيد المواطنين إلى صفها، كما دعت الموظفين الحكوميين للاحتشاد صباحاً بجوار مبنى مجلس النواب خشية ذهابهم إلى تظاهرة «ميدان السبعين»، وأمرت بمنع خروج الطلبة صباحاً والاكتفاء بتنفيذ وقفات احتجاجية في ساحات المدارس والجامعات. إلى ذلك اشتدت حدة التراشق على مواقع التواصل الاجتماعي بين الناشطين الموالين لحزب صالح والحوثيين، الذين دعا بعضهم إلى إصدار أمر حوثي يمنع تظاهرة صالح بالقوة باعتبارها تمهيداً للانقلاب على سلطتهم، في حين دعا أكثرهم تشدداً إلى وضع صالح تحت الإقامة الجبرية وإغلاق وسائل إعلامه ومصادرة أملاكه. وأقالت الجماعة قبل أيام رئيس جامعة صنعاء ونوابه وعينت موالين لها، وهو القرار الذي سارع مجلس الجامعة ونقابتا هيئة التدريس والموظفين إلى رفضه، مهددين في بيان جماعي بشل العملية التعليمية في الجامعة إذا لم تتراجع الجماعة عن القرار بحلول اليوم السبت. ويعتقد مراقبون أن هذا الاحتقان بين الفريقين يشير إلى أن تحالف طرفي الانقلاب وصل إلى مرحلة «بداية النهاية» في ظل بروز آفاق سياسية جديدة لإنهاء الصراع والتوصل إلى تسوية توقف الحرب وتعيد ترتيب أوراق المشهد السياسي بين الأطراف اليمنية. وفي إطار الاستعداد للمحادثات المتوقعة منتصف الشهر المقبل في الكويت أكد السكرتير الصحافي السابق للرئاسة اليمنية مختار الرحبي في تصريح إلى «الحياة»، أن الأوضاع الميدانية تعزز أوراق التفاوض، وأن الاستعدادات تجرى للمشاورات في 18 الشهر المقبل. وقال: «أعتقد بأن هذه فرصة نهائية للحل السياسي، وليس أمام الانقلابيين فرصة غيرها، وعليهم استغلالها وتنفيذ القرار». وثمّن الرحبي مبادرة الكويت لاستضافة المشاورات، وقال إنها «بلد شقيق وداعم لليمن منذ عقود». وفي حين امتدت الغارات إلى مواقع غرب الجوف ومحافظة عمران، شهدت «ساحة الحرية» في تعز أمس تظاهرة حاشدة عقب صلاة الجمعة، لمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق «عاصفة الحزم»، ورفع المشاركون فيها صوراً ولافتات للتعبير عن شكر دول التحالف وقادتها على تدخلهم إلى جانب الشرعية ضد الانقلابيين الحوثيين وقوات صالح. وفي محافظة شبوة شنت قوات الجيش والمقاومة أمس، هجوماً عنيفاً على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح في مديرية عسيلان. وقال مصدر عسكري ل «الحياة»، إن القوات هاجمت مرتفعات جبل المنقاش، التي يتمركز فيها الحوثيون، وأدى الهجوم إلى مقتل خمسة من قناصة الحوثيين المتمركزين في الجبل، وسيطر رجال المقاومة على مجموعة من العتاد والأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وباتت المقاومة على أعتاب بوابة عسيلان الشرقية، بعد سيطرة القوات الشرعية على قرن الصفراء بشكل كامل. من جهة اخرى ذكرت وكالة «فرانس برس» ان 3 عمليات انتحارية وقعت مساء امس في عدن بواسطة سيارات مفخخة قتل فيها 23 شخصاً.