فيما تقضي فتيات دون الثلاثين عاما محكومياتهن في مؤسسة رعاية الفتيات بمكةالمكرمة في قضايا متنوعة، نجحت لجنة إصلاح ذات البين التابعة لإمارة منطقة مكةالمكرمة في تزويج 326 فتاة، وإقناع 225 ولي أمر بتسلم بناتهم بعد قضاء محكومياتهن. وتقول مديرة مؤسسة رعاية الفتيات حفصة شعيب ل"الوطن" إن "عدد نزيلات المؤسسة لا يقل عن 30 فتاة، 76% منهن يدخلن المؤسسة في قضايا هروب وتغيب، والسبب وجود خلل في الأسرة وتعاملها مع الفتاة أو عضلها". فيما تقضي فتيات دون الثلاثين عاما محكومياتهن بمؤسسة رعاية الفتيات بمكةالمكرمة في قضايا متنوعة بين تعاطي مخدرات وقتل وسرقة وهروب وتغيب، نجحت لجنة إصلاح ذات البين التابعة لإمارة منطقة مكةالمكرمة في تزويج 326 فتاة، وأقنعت 225 ولي أمر بتسلم بناتهم بعد قضاء محكومياتهن. هروب وتغيب تقول مديرة مؤسسة رعاية الفتيات حفصة شعيب ل"الوطن" خلال جولة في المؤسسة ومرافقها الخدمية، إن "عدد نزيلات مؤسسة رعاية الفتيات متفاوت بسبب حالات الدخول والإطلاق، ولا يقل عدد النزيلات عن 30 فتاة، 76 % منهن يدخلن المؤسسة في قضايا هروب وتغيب، والسبب في ذلك وجود خلل في الأسرة وتعاملها مع الفتاة أو عضلها". وشددت على أهمية الرعاية اللاحقة للفتاة بعد انتهاء محكوميتها والتي تعد عملية مكملة لجهود مؤسسة رعاية الفتيات في إعادة تكيفهن مع مجتمعهن في بيئتهن الطبيعية، مشيرة إلى أن الفتاة قبل إطلاقها تخضع إلى برنامج تأهيلية نفسية واجتماعية تمكنها من العودة إلى بيئتها ومجتمعها. وحول رفض بعض الأسر استلام بناتهن بعد انتهاء محكومياتهن أضافت شعيب، "قبل موعد إطلاق الفتاة نتواصل مع ذويها هاتفيا، وفي حال عدم تجاوب الأهل يتم التنسيق مع لجنة إصلاح ذات البين التابعة لإمارة منطقة مكةالمكرمة، واللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم "تراحم مكة" للتواصل مع ذوي الفتاة، وفي حال إصرارهم رفضهم لاستلامها بعد انتهاء محكوميتها يتم إحالتها إلى دار الضيافة، والتي تخضع لإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية"، مشيدة بالدور الكبير لكل من لجنة إصلاح ذات البين، واللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم "تراحم" اللتين نجحتا في إقناع كثير من الأسر باستلام بناتهم، وتزويجهن.
رعاية صحية بينت شعيب بأن "أي نزيلة جديدة قبل مخالطتها للفتيات يتم إخضاعها لفحوصات طبية ومخبرية للتأكد من خلوها من أي أمراض معدية، كما أن المؤسسة مزودة بعيادة طبية مصغرة مكونة من طبيبة نساء وولادة، وممرضتين يوجدن على مدار الساعة، وفي حال احتاجت النزيلة إلى العلاج يتم تحويلها لأي من مستشفيات العاصمة المقدسة".
الإيواء والتغذية والتعليم أوضحت مديرة مؤسسة رعاية الفتيات أن "بالدار أماكن مخصصة للنوم ذات معايير مناسبة، وتحوي المؤسسة على مطبخ كبير، وطباخات يقدمن وجبات وفق كميات ونوعيات تحددها وزارة الشؤون الاجتماعية". وأضافت أن "المؤسسة تشجع الفتيات وتحفزهن على إكمال دراستهن مهما كانت قضاياهن، حيث تدرس حاليا 13 فتاة بمدرسة المؤسسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية بنظام يوم دراسي كامل، يدرسن بزي محدد في فصول دراسية مجهزة تحوي على سبورات تفاعلية، وفي المدرسة معمل حاسب آلي يحوي على 20 لابتوبا". وأبانت أن "مديرة مدرسة المؤسسة تنسق مع إدارة تعليم مكةالمكرمة، حيث إن الفتاة التي تقضي محكوميتها ويتم إطلاق سراحها يمكنها أن تكمل دراستها، حيث يتم إشعار المدرسة دون ذكر اسم مدرسة المؤسسة بأن الفتاة أتمت دراستها ويحق لها مواصلة تعليمها"، مشيرة إلى أن عددا من نزيلات المؤسسة درسن داخل المؤسسة، وبعد خروجهن أكملن تعليمهن، ويعملن حاليا في قطاعات مختلفة خاصة الصحة والتعليم.
تربية فنية ومهارية ذكرت شعيب أن "الفتيات اللائي لا يدرسن يتم إلحاقهن بحلقة تحفيظ القرآن الكريم اليومية، ثم مراكز البرامج الفنية والمهارات اليدوية بالمؤسسة، حيث يتعلمن الرسم بالألوان، والديكوباج، والكروشيه والخياطة، والطبخ، على أيدي معلمات سعوديات بهدف تحويلهن إلى فتيات منتجات". وأشارت إلى أن "المؤسسة تدرب الفتيات على المهارات والأعمال التي يحتاجها سوق العمل، حيث نظمنا وحدة متكاملة لاحتياجات "يوم سابع الطفل" من ملابس للأم والطفل، والهدايا والتفاسير المصاحبة لحفل السابع، إضافة إلى صناعة المعمول المكي والمعجنات"، مشيرة إلى حرص المؤسسة على تعويد الفتيات على الثقة، والاعتماد على النفس والقدرة على الكسب الحلال ليكن عناصر إيجابية بعد خروجهن إلى المجتمع.
إجراءات عقابية أكدت شعيب أن "المؤسسة تشهد أحيانا بعض حالات الشغب أو المشاجرات، والتي تستدعي الإيقاف الانفرادي كإجراء تهذيبي بأمر من القاضي، وعلى الأسر أن تكون أكثر وعيا، فالفتاة المدمنة يجب على أسرتها أن تحيلها لمستشفى الأمل، والتي تعاني من اضطرابات نفسية تحول لمستشفى الصحة النفسية، بدلا من إبلاغ أقسام الشرط". مناشط وفعاليات قالت مديرة مؤسسة رعاية الفتيات: إن "الفتيات يعايشن في المؤسسة الفعاليات والمناشط كالاحتفال بالعيدين واليوم الوطني واليوم العالمي للدفاع المدني ومهرجان الجنادرية، كما يتم تدريبهن على خطط الإخلاء والتعامل مع طفاية الحريق وأبواب الطوارئ، كما تقدم المؤسسة محاضرات في مجمعات مدارس البنات، لتوعية الفتيات وحمايتهن من الوقوع في مشكلات تؤدي بهن إلى المؤسسة".