أطلق مجموعة من المهتمين في الشأن السياسي السعودي مؤخرا لجنة خاصة بشؤون العلاقات العامة (السعودية الأمريكية) حيث يرى مؤسسو هذا اللوبي أنه يهدف إلى إطلاع المواطن الأمريكي على القضايا السياسية التي تربط المملكة بالولاياتالمتحدةالأمريكية. عندما ننظر إلى الأوضاع السياسية الحالية التي تمر بها المنطقة العربية وجهود المملكة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة داخليا وخارجيا نجد أننا بالفعل في أمس الحاجة لمؤسسات "ضغط" خارجية توضح جهود المملكة وتبين وجهات النظر السياسية السعودية ليس في الولاياتالمتحدة فحسب، في وقت تمر في المملكة بالعديد من التحديات، فالدفاع عن الشرعية في اليمن والملف السوري وإنشاء التحالف العربي الإسلامي والحرب ضد داعش والتدخلات الإيرانية في المنطقة هي ملفات شائكة وتحديات تبرهن دور المملكة الاستراتيجي في محاربة الإرهاب وهو ما يستدعي أن يمثل خارجيا خير تمثيل، وما يقابل ذلك أيضا من مؤسسات ومنظمات خارجية تسعى لتشويه سياسة المملكة الداخلية على غرار منظمة هيومان رايتس واتش وتدخلاتها السافرة في قرارات المملكة. المملكة منذ أحداث 11 سبتمبر تتعرض لتهمة الإرهاب التي حاول المغرضون عمدا إلصاقها بها حتى يقودوا المنطقة وفقا لمنهجيتهم، ونحن حتى يومنا هذا لازلنا نرى أن اللوبي الإسرائيلي والإيراني لم يتوقفا للحظة عن الدفاع والذود عن سياساتهما خارجيا والتي أراها ويراها غيري بأنها مخططات تهدف إلى تدمير وتقسيم العالم العربي وإنهاك قواه إقليميا وعالميا، وتمكنا بجهودهما الحثيثة من تطويق السياسة الأمريكية أيضا، حيث نجد أن 19 عضوا في الكونجرس الأمريكي إضافة إلى 10 منهم من أعضاء مجلس الشيوخ ذوي أصول يهودية وهو ما يبرهن على التأثير الكبير للوبي اليهودي عالميا وما يقوم به نظيره اللوبي الإيراني والذي أصبح ينافس اللوبي الصهيوني في التغلغل وإثبات وجوده داخل الأجهزة العالمية وقد كان بداية إيران في الدخول للدول العربية عن طريق الملحقيات الثقافية، لذا لا ينبغي أن نغفل أيضا دور الملحقيات الثقافية السعودية في دول العالم، وأهمية أن يكون نائب الملحق من وزارة الثقافة والإعلام، وأن يكون إعلاميا بدرجة مقاتل يمارس نشاطه في تحسين صورة المملكة وتكوين علاقات ممتازة مع الإعلاميين في تلك الدول. وبعد كل هذه التحديات التي مرت وستمر بها المملكة من الضروري أن يكون لدينا "لوبي" سعودي ومراكز سياسية ومؤسسات إعلامية خارجية تمثل حصانة للدولة تواكب المرحلة وتخلق توازنا سياسيا، لذا نأمل أن يتبع اللوبي السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية خطوات تسير في نفس المضمار وفي دول مؤثرة أخرى.