باتت السياسة الإيرانية مفضوحة في المنطقة والعالم، حتى إن محاولات التغلغل في دوائر صنع القرار الغربية أصبحت مسألة مكشوفة ولا تنافسها في هذه المحاولات إلا إسرائيل التي أسست «لوبي» في مراكز صناعة القرار الأمريكية. ويعمل اللوبي الإيراني في الخفاء من خلال التغلغل في مراكز الفكر ومؤسسات صنع القرار في الدول الغربية وأمريكا واستخدام وسائل الإعلام من أجل تنفيذ أجندتها. وقد ركز هذا اللوبي علاقته على تعزيز التعاون التجاري بين الشركات الأمريكيةوإيران، حيث كشفت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية أن هناك غزوا سريا من قبل الشركات الأميركية في مجال الأعمال الإيرانية، في مجال البترول والغاز الطبيعي الغنية بهما إيران. كما نقلت الصحيفة أن قطاعات الاقتصاد الأمريكي، بما فيها الشركات المدرجة في بورصة ناسداك، أرسلت في الأشهر الأخيرة مندوبيها إلى إيران، مشيرا إلى أن هؤلاء المبعوثين غالبا ما يستخدمون جوازات سفر سويسرية، ويرسلون منتجاتهم إلى إيران عبر الدول المجاورة بشكل سري. ولا يقتصر نفوذ اللوبي الإيراني في مراكز الفكر الأميركية، بل ينتشر إلى بلدان أوروبية أخرى. فعلى سبيل المثال، يحظى العديد من الباحثين الغربيين بتمويل إيراني، بهدف توجيه انتقاد لمؤسسات الحكم والإدارة في دول مجلس التعاون الخليجي، ومنهم الباحث كريستوفر ديفيدسون من جامعة درم، وقد صرح ديفيدسون بأن الجامعة قد تلقت تمويلا من الحرس الثوري الإيراني، وكذلك من السفارة الإيرانية في لندن وذلك لعقد فعاليات تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الغرب ومختلف مؤسسات الحكم في إيران. ويرى الكثير من الباحثين والمحللين للشأن الإيراني أن الهدف الأساسي للوبي الإيراني، هو الدفاع عن إيران، وتبييض وجهها في أميركا، وإقناع الإدارة الأميركية وأصحاب القرار في الكونغرس بضرورة بقاء نظام الجمهورية الإسلامية والتسوية معه حول تقسيم النفوذ في الشرق الأوسط وصيانة المصالح الأميركية، إضافة إلى أهداف أخرى منها تشويه صورة دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية، وذلك بتصويرها أنها مصدر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة وليس إيران. تشير المعلومات إلى أن إيران تملك جالية يزيد عددها عن 1.5 مليون إيراني مقيمين في الولاياتالمتحدة يملكون ما يقارب من 400 مليار دولار، أكثرهم نفوذا المجموعة التي ترتبط بصناعة النفط، حيث استطاعت أن تخلق مصالح مؤثرة إلى درجة أصبح لها منافع مالية لها أولوية على المصالح الوطنية الأمريكية. وعبر عقود من الزمن وظفت طهران وجهازها الاستخباراتي عددا كبيرا من أفراد جاليتها في سبيل إنشاء لوبي إيراني كبير في أمريكا وتعاظم دور هذا «اللوبي الإيراني» حتى نجح في تحقيق مكاسب إزاء اللوبي الأوسع شهرة ونفوذا في الولاياتالمتحدة «اللوبي الإسرائيلي»، وتوجهت جهوده بتوقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، ثم ضمان تمريره في الكونغرس. ويرى الكثير من الباحثين والمحللين للشأن الإيراني أن الهدف الأساسي للوبي الإيراني، تبييض وجهها القذر في أمريكا، وإقناع الإدارة الأمريكية وأصحاب القرار في الكونغرس بضرورة بقاء هذا النظام. ويعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني الأسبق، صادق خرازي والذي أقام في الولاياتالمتحدة بين عامي 1989- 1996، هو عراب اللوبي الإيراني في الولاياتالمتحدةالأمريكية والأب المؤسس له، حيث أخذ ينسج العلاقة بين مؤسسات غير حكومية ومنظمات سياسية ومدنية وشركات تجارية لها مصالح اقتصادية مشتركة مع النظام الإيراني. وتعاظم نشاط هذا اللوبي ووصل إلى أوجه في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي، ثم تراجع نشاطه في عهد أحمدي نجاد، لكن مع وصول روحاني للسلطة في يونيو 2013 زاد نشاطه. وتكثفت تحركاته في أوساط الجالية الإيرانية في الولاياتالمتحدة، وذلك بهدف استغلال الحماس القومي لديهم وتجنيدهم للعمل لصالح سياسات النظام الإيراني وأهدافه. ورغم وجود عدد كبير من الايرانيين الليبراليين والمعارضين لسياسة الولي الفقيه، إلا أن جهاز المخابرات الإيراني نجح في إغراء العديد منهم في الانضمام للوبي بالأموال والوظائف المرموقة في الشركات الأمريكية والتي يملكها أو يرأسها أمريكيون من أصول ايرانية.