يتمدد اللوبي الإيراني داخل الولاياتالمتحدة كالسرطان الخبيث في كافة أنحاء البلاد ليؤسس خلاياه السرطانية في أبرز مواقع صنع القرار الأمريكي حتى يستطيع من خلالها التأثير على الشخصيات الأمريكية النافذة والشارع الأمريكي بل إنه نجح في زرع العديد من أعضائه في أماكن حساسة وقريبة جدا من أروقة أعلى سلطة للقرار في البيت الأبيض. ويهدف اللوبي الإيراني إلى التأثير على القرارات السياسية بخصوص إيران وعدم استهداف السياسات الإيرانية التوسعية في المنطقة والتغاضي عن تدخلاتها العدائية السافرة في المنطقة ودعمها للمنظمات الإرهابية وإيوائها داخل إيران. ومحاولة إعلامه إبراز تصريحات المسؤولين الإيرانيين والتي دأبت على تشويه صور سياسات الدول الخليجية أمام الرأي العام الخارجي. بل تمكن اللوبي الإيراني من التأثير على الإعلام الأمريكي من خلال إظهار حكومة طهران بأنها تسعى إلى السلم والسلام مع جيرانها. ودعمت إيران حملة دعائية كبيرة لتجميل صورتها المعادية للغرب، خاصة بعد خطاب روحاني في الأممالمتحدة فور استلامه مقاليد الأمور ودعوته للعودة إلى التفاوض حول برنامج إيران النووي وتنازل إيران للغرب عن العديد من شروطها التفاوضية السابقة. وهناك مؤسسات ومنظمات إيرانية معروفة داخل أمريكا تعمل تحت مظلة اللوبي الإيراني تعمل على تنفيذ الأجندات الإيرانية داخل أمريكا. ومن أبرزها وأوسعها نفوذا: المجلس القومي للإيرانيين في أمريكا أقوى مؤسسة للوبي الإيراني في الولاياتالمتحدة، يرأسه الإيراني الأمريكي تريتا بارسي، وينشط المجلس في الدفاع عن سياسات إيران، والذي حل مكان منظمة أخرى كانت تعمل كلوبي لصالح إيران تحت اسم المجلس الإيراني الأمريكي، الذي تأسس عام 1997، وكان يتزعمه هوشنك أمير أحمدي، الذي لعب دورا كبيرا في تخفيف العقوبات ضد إيران والالتفاف عليها، وقد استمر نشاطه حتى عام 2008. مؤسسة «بيناد علوي» ويشرف عليها شخصيا الآن وزير الخارجية الإيراني الحالي والسفير الإيراني السابق في واشنطن محمد جواد ظريف. وتصر المؤسسة على أنه لا علاقة لها بالنظام الإيراني إلا أن «مكتب التحقيقات الفيدرالي» (إف بي أي) كشف: «أن رئيس المؤسسة فرشيد جاهدي قام في عام 2008 بإتلاف وثائق تثبت أن المؤسسة سددت جزءا من أموالها لبنك ملي في طهران، والمملوك من الحكومة الإيرانية، وأن جزءا من الأموال قد يكون جرى استخدامه في تمويل البرنامج النووي الإيراني». وتشير المصادر الإعلامية إلى أن المؤسسة تمتلك ناطحة سحاب في قلب مدينة نيويورك تعود عليها بإيجارات ضخمة تستخدمها في تمويل أنشطتها في عموم الولاياتالمتحدة.