قال الناقد التشكيلي الفنان عبدالرحمن السليمان، إن دلالة اللون الأحمر في ال 35 لوحة للمعرض الشخصي السادس للتشكيلي توفيق الحميدي بعنوان "أنا إنسان" الذي يستضيفه فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء، يتقاطع مع أوضاع المنطقة العربية، وخاصة فيما يتعلق بالظلم والتشريد والقتل. دلالات اللون الواحد أستاذ التصميم في قسم التربية الفنية بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور محمد كيشار،قال ل"الوطن" مساء أول من أمس على هامش تدشين المعرض بحضور رجل الأعمال مالك الموسى، ومدير فرع الجمعية في الأحساء علي الغوينم، أن المعرض هو تجربة جريئة، خليط ما بين "الكلاسيكية" و"السريالية"، وأن تجربة استخدام اللون "الواحد" وهو اللون الأحمر له كثير من الدلالات النفسية، ويرتبط بدلالات الخطر والخوف والدمار والحروب والقتل، وارتباطه بما يتعرض له الإنسان في الوقت الحالي من حروب، مؤكداً أن التشكيلي الحميدي، كان موفقا في اختيار هذا اللون، وأن التجربة تدل دلالة قاطعة على أن الفنان مبتكر في أعماله .
المزج بين الحروفية والبشري أستاذ التربية الفنية في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور راضي الطويل ذكر ل"الوطن"، الملفت في المعرض، هو تقديم تجربة "جديدة" و"رائدة"، موضحاً أن "رائدة" تكمن في تمكن الحميدي في إبداع التصوير التشكيلي وتوظيف الحرف، وذلك من خلال بناء اللوحة عبر الحرف العربي، بجانب استطاعته المزج ما بين العنصر الطبيعي "البشري" والحرف، وهي إضافة جديدة في لوحات المعرض، الحميدي، فنان مبدع، يقدم أعمالا فنية لم توجد سابقاً، وفي كل مرة يطور أسلوبه ويكتشف أساليب جديدة، وكثير من التشكيليين يتعلمون منه، لافتاً إلى أن لوحات المعرض، تشكل مدرسة تشكيلية "خاصة"، تجمع بين مزيج ل3 مدارس: "السريالية"، و"التأثيرية"، و"التعبيرية".
4 سنوات من الجهد أكد المشرف التربوي في قسم التربية الفنية في الإدارة العامة للتعليم في الأحساء عبدالعزيز الدقيل، أن لكل لوحة قراءة نقدية خاصة بها، وأن لكل متلقي قراءته الخاصة، بيد أنه أكد جمال اللوحات في المعرض، قائلا : فيها دمج بين عدة مدارس تشكيلية بطريقة إبداعية، وبالأخص بين "التجريدية" و"الواقعية"، وهاتان المدرستان من المدارس التشكيلية الصعبة جداً، إلا أن الحميدي، استطاع بخبرته التراكمية أن يوظف الدمج بين هاتين التجربتين في لوحات المعرض، وهذه الأعمال فيها قدرة على إبراز الأحاسيس عند التشكيلي والمتلقي. بدوره، قال الفنان الحميدي الذي كشف عن أن فترة تنفيذ تلك الأعمال امتدت لأكثر من 4 أعوام:"دعونا نخلف فناً، دعونا نغوص في الحلم، لنرسي ثقافة بلا سخافة، ليكون الرقي فينا، هو أسمى خلافة، دعونا نذوب الأعراق، دعونا نذوب الأجناس، دعونا نذوب الأطياف والأفكار والألوان ، ولا نرى سوى الإنسان". .