عدّد نحو 500 معلم ومعلمة من ذوي الاحتياجات الخاصة "فئة المكفوفين" عقبات تحول دون تطوير الخدمات التي يقدمها هؤلاء المعلمون للنهوض بالعملية التعليمية لأبنائهم الطلبة والطالبات ومن هم في مثل حالتهم، ومن تلك المعوقات نقص الأساليب الحديثة للتدريس، مما يؤثر على أدائهم لأعمالهم، وغياب الدورات التدريبية التي تعنى بطرق التدريس الحديثة وتتناسب مع إعاقتهم، علاوة على عدم وجود دليل المعلم بطريقة برايل. نقص الأساليب الحديثة كشف مصدر ل"الوطن" أن العدد التقريبي للمعلمين يصل إلى 500 معلم ومعلمة، ويواجه هؤلاء المكفوفون عدة معوقات تقف أمام تقدم العملية التعليمية، وقالت المعلمة (ع. ط) إنها رفعت خطابات لوزارة التعليم طالبت فيها بضرورة عقد اجتماع لكافة المعلمين والمعلمات المكفوفين لإطلاع الوزارة على كل ما ينقصهم من أساليب حديثة للتدريس، والتي يؤثر نقصها على أدائهم لأعمالهم، وطالبت بإقامة دورات تعنى بطرق التدريس الحديثة تتناسب مع إعاقتهم.
دليل المعلم أضافت المعلمة "جميع هذه الدورات تحتوي على صور ومشاهد صامتة في ظل عدم وجود قارئ يفسر لنا أثناء العرض، والأهم من ذلك هو عدم وجود دليل المعلم بطريقة "برايل" مما يعوق عملية التدريس، وقالت: نحن مع الأسف نعاني عدم وجود آلية موحدة لتطبيق الدمج بمدارس التعليم وخضوعنا لعدة تجارب أرهقنا. وركزت المعلمة على إشكال ضعف تأسيس الطلاب المكفوفين بسبب قلة خبرة معلميهم من خرجي دبلومات العوق البصري لطريقة برايل.
رداءة الطباعة لخص المعلم (م.ع) معاناته في عدم طباعة دليل المعلم بطريقة برايل، مشيرا إلى أن الوزرة الآن تقوم بطباعة الكتب على حسب عدد الطلاب والمعلم لا يحتسب في العدد، وقال: من حقي كمعلم الحصول على كتاب طالب وكتاب معلم مطبوع بطريقة برايل، إضافة لرداءة الطباعة وعدم توافر الوسائل التعليمية المناسبة، مرجعا ذلك الضعف إلى تغيير العمالة وعدم قيام الوزارة بمسؤولياتها في هذا الشأن.
التعليم تقر بالتقصير اعترف مصدر في وزارة التعليم ل"الوطن" بوجود تقصير كبير في هذا الجانب، وقال "في السابق لم يكن هناك كتاب دليل المعلم للمبصرين إلا أنه مع التحديثات الجديدة للكتب تم توفيره، وللأسف لم يطبع بطريقة برايل بحجة أنه قديم، واعتمدت الوزارة في ذلك على أن المعلم لديه ملكة قوية ومهارات عالية، إضافة إلى أن طباعة هذه الكتب لم تدخل ضمن المناقصة المطروحة عند المطالبة بها ويتم تأجيلها من عام لآخر.
وعد بتوفير الكتب أكد المصدر حرصه على متابعة هذا الأمر والوعد بتوفير الكتب ودليل المكفوفين للمعلمين، وأشار إلى أهمية تمكين مقدم الدورة "الكفيف "وتعليمه كيفية عرض المعلومات والوسائل المستخدمة بالطرق المناسبة، واشتراط اجتياز المقدم لورشة تدريبية حول كيفية التعامل مع هذه الفئة، مما يسهم في رفع كفاءة مقدم الدورة ويعود بالنفع على المعلم الكفيف.