استضاف نادي جازان الأدبي مساء أول من أمس القاصين ظافر الجبيري وعبدالسلام الحميد والعباس معافا في أمسية قصصية افتتحها الجبيري بقصته "غيوم" وتلاه الحميد ب"مخبأ الكتب" فالعباس ب"متاهة"، وقرأت القاصة حليمة الفرجي على هامش الأمسية نصين، بينما قدمت الدكتورة كوثر القاضي قراءة نقدية لإنتاج القاصين، وقالت: "إن القص هو عملية تشكل ذهني للحكاية، لا يقتصر على معناها الأولي فحسب، بل تشترك في ذلك مكونات أخرى توطد مبناها مجازاً ولغة وأخيلة". وأضافت: كانت النصوص متميزة ولكل قاص آليته التي مزجت بين الحلم والواقع والذاتية، خاصة في نصوص العباس "متاهة، وطقوس" مثلت فلسفة الوجود والعدم، والمفارقات داخل النص، وإغراقه في الحوارية بين الراوي وبطل القصة. بينما جاءت نصوص الجبيري مروية بضمير الغائب موازنة بين زمنين ماض وحاضر، ومشهدين أحدهما متحرك والآخر جامد كقصة المذرى الأخير، التي صورت الماضي بتفاصيل مدهشة للحظات الزرع والحصاد، وتجمد الزمن ثلاثين عاماً، وانشغاله باللمحة المكانية وطقوسها أضفت بعداً زمنياً مهماً لنصوصه. فيما ذهبت نصوص الحميد الشمالية إلى هاجس الديمومة والأبدية، إغراقاً في الذاتية بتغلب الأنا على السردية في نصوصه "باتجاه الشمال، وصانع البهجة، وأسماء حميمة".