يعد حضور المدن في الأدبيات مشهدا موغلا في القدم، تجسده مقولة دراسة آداب الشعوب لمعرفة حياتها الاجتماعية ومنجزاتها الحضارية، الأمر الذي جعل من دارسي أدب الشعب يصفونه بالمرآة التي من شأنها أن تعكس لهم صورة جلية عن أي مجتمع من المجتمعات.. ومن هنا نجد أن حضور المدينة في القصيدة قديم قدم القصيدة ذاتها، حيث جاءت في أغراض الوصف والغزل والرثاء..وإذا ما امتد فضاء السرد من القصة إلى الرواية نجد أن المدينة ما تزال تلقي بظلالها على النصوص السردية عبر علاقات متباينة شتى..إلا أن جسور هذه العلاقة بين النص والمدينة، يثير تساؤل ماهية العلاقة بين النص الشعري والآخر السردي.. فالمتتبع – أيضا - لحضور المدينة في الأدب الحديث، شعره وسرده ،القصة منه والرواية، يجد في تلك العلاقات أسئلة قارئ وتساؤلات ناقد تفتش في مفردات النصوص التي سلكت شوارع المدينة وطرقت أبواب أحيائها وروت ما خلف عتبات منازل المدينة. د. مناع: النصوص تتخذ من حياة مجتمع المدينة ما هو أبعد من جغرافيتها د. العوين: ربما يوجد إيقاع العصر المتسارع علاقة أكثر حميمية بالمدن د. الوشمي: صاحب النص يتعامل مع الفكرة حسب محددات الإبداع الفنية الصحيح: الرواية تنحو مسلكا مغايرا عن القصيدة عبر أدوات فنية مختلفة يقول الأديب سعد البواردي: إذا ما أخذنا هذا الموضوع من أبعاده متمسكين بالمضمون لا التمسك بالشكل، فالشاعر أو الروائي لا يهمه المدينة كمبان وشوارع، وإنما يهمهما ما يحتضنه المكان من بشر يمثلون كل ثقافات المجتمع، لذا فمكان الميلاد لدى الفريقين أو لدى غيرهم يمثل ميلاد الحنين والعشق القديم والغزل والتغني به.. لتظل الطفولة وعاء تلك العلاقة سواء كانت إيجابا أم سلبا، بكل ما تحويه من تفاصيل تظل بمثابة الظلال التي تعد مصدر الوحي والإلهام للشاعر الذي يتغنى بهذه المدينة أو تلك..لذا قال الشاعر في هذا السياق أحن إلى الديار ديار سلمى اقبل ذا الجدار وذا الجدارا وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا فالإنسان بعاطفته وخواطره يحن إلى بصمات ما زالت راسخة في أعماقه تجدد لديه روح الشباب، ومن ثم حب الوطن، لكون حب الوطن ليس حب مكان فقط وإنما تراث وتاريخ وأناس. البواردي: الفنون أدوات للتعبير عن الأفكار التي تتمايز عبر أدوات أصحابها ومضى البواردي في حديثه مشيرا إلى أنه ليس من المهم أن يتحدث شاعر عن المدينة، حينما يريد شاعر أن يرسم صورة للمدينة الضخمة اليوم.. ومن هنا سيصطدم بكثير مما أعطته الحضارة وأعطته هذه النهضة العمرانية الكبيرة، وما يواكبها من ضجيج وصخب، إلا أنها في الوقت ذاته قد تصطدم بمشاعره الرومانسية فلا يستطيع أن يرسم أخيلة يتمنى ألا تكون.. لافتا في حديثه النظر إلى أن الشاعر أو السارد إنما ينزع دائما إلى أجمل ما في الحياة، مما يجعل شاعرا أو ساردا يصطدم ببعض معوقات ما كان يحلم به من أخيلة في رحاب المدن العصرية التي تحولت في أعين الشعراء والساردين إلى كائن عملاق ضخم .. لنجد الطرفين في المقابل يعبرون عنها عبر هذه سياقات المدينة مما يجعلنا نجد من خلال هذا المنظور – أيضا - قلة من القصائد لدى ندرة من الشعراء تخرج عن سياق هذا الغناء. وأضاف البواردي بأن الشاعر تحديدا يحاول أن يلتقط أجمل ما في المدينة، وخاصة إذا ما كانت تعد مهد طفولته ولكونها جزءا من وطنه.. مشيرا إلى أن الشاعر أو السارد عندما يتحدث عن جزء من وطنه فهو يتحدث عن الوطن عامة، لكون الجزئيات في الوطن لا يمكن القبول بها، باعتبار الجزء من الوطن جزءا من الجسد الذي لا يمكن بتره. أما عن حقيقة ما تقدمه المدينة اليوم لكاتب النص الشعري منه والسردي من إلهام، أمام تباين الصورة عند الفريقين، فعلق البواردي على هذا الجانب قائلا: الرواية سرد لحدث معين، قد يكون عاطفيا أو إنسانيا، يعبر عنها بنفس طويل، له أدوار وله شخوص وله وقائع.. ومن هنا نجد أن الشاعر في قصيدته مختلف عن هذا السياق والبناء، فالشاعر يلتقط الصورة ويرسمها من خلال أبياته الشعرية، مما يجعلها أكثر حماسا وأكثر إطلالة على الواقع، ولا شك أن الرواية والقصة والقصيدة كلها تمثل أدوات طرح لفكر يعتمل في وجدان الإنسان، ليحاول من خلال هذه الأدوات أن يطرح فكرته من خلال أداته وبطريقته، ومن هنا فلا أظن أن هناك فارقاً بين ما ينظمه الشاعر ويسرده الروائي أو القاص أو الناثر أيا كان جنس نثره، إنما الاختلاف يأتي في أدوات التعبير التي تتمايز، خلا أنها في المضمون هي تؤدي رسالة واحدة. أما الكاتب والناقد الدكتور عبدالله مناع، فقد استهل حديثه عن حضور المدينة في النص الشعري والآخر السردي، من منظور ما صارت إليه المدن عندما يكون الحديث مقترنا بما آلت إليه المدن وخاصة عندما يقترن الحديث عن المدينة في النص في عام 2011م والتي تحولت إلى مدن حضارية وعصرية مترامية الأطراف مما يعني تنامي النصوص التي تدور في فضائها الشعري منها والسردي. ومضى د. مناع في حديثه قائلا: هناك عدد من النصوص السردية، ولعلي هنا أخص بالحديث الرواية، والتي كتبت أحداثها في مدينة الرياض، لكننا نجد أن تلك الروايات لا تتحدث عن الرياضالمدينة بقدر ما تتخذ من إنسان المدينة وما يدور من أحداث اجتماعية حدثا لها، مما يجعل الحديث في عدة أعمال روائية يمكن أن يخرج عن مدار مدينة محددة بعينها إلى ما يمكن إطلاقه على حراك الحياة الاجتماعية بوجه عام في المدن، إلا أننا مع هذا وذاك نلمس الاختلاف في زاوية الرؤية بين نص شعري وآخر سردي، لنجد الرياض عند أغلب الشعراء رياضا غناء لها بداية وليس لها نهاية، بربواتها الخضراء وأشجار النخيل الباسقة الغناء. ويضيف د. مناع بأن المدينة بما وصلت إليه في مختلف المسارات العصرية الحضارية، لا بد وأن تجد من مبدع النص شاعرا كان أو ساردا مشاعر ربما تطرد بشكل حميمي أكبر تجاه المدينة تحضرا في نصوص المبدعين ايا كانت فنونهم الأدبية ومهما تنوعت زوايا رؤاهم الإبداعية.. مختتما حديثه بأن حضور المدن بشكل عام ليس حضور المكان الجغرافي الذي تسلكه الأحداث، وإنما تتمثل في الحياة المدنية التي يعيشها الناس ويتفاعلون معها في حياتهم اليومية، مما يجعل النص السردي يدور في أعماق الحياة اليومية ضمن المدينة كإطار جغرافي، إلا أن النص الشعري ربما هو الأكثر قدرة بوصفه بناء مختلفا على أن يقدم المدينة عبر القصيدة بجمال مختلف رسم في الكثير من قصائد الشعراء عشقا وحبا يحلمون به حينا عبر خيالاتهم الشعرية، ويصور لحظات ومشاعر وأحاسيس للحظات حب وسعادة حينا آخر. من جانب آخر وصف رئيس النادي الأدبي الثقافي بالرياض الدكتور عبدالله الوشمي، المقاربة بين أخيلة القصيدة وواقعية سرد الراوي، بأنها مما لا يستطيعه في أن يقارب اللحظة الإبداعية من زاوية الوفاء أو التنكر، معللا ذلك بكون الإبداع يحمل طقوسه الخاصة،مشيرا إلى أن كثرة حضور المدينة في الشعر وقلته في السرد ناتج من كثرة الشعر، إلى جانب تعدد الشعراء، وامتداد التاريخ بهم. وقال د. الوشمي: نحن نجد تغني كبار الشعراء العرب والسعوديين بالمدن في وقت لم تكن الرواية ذات حضور كبير، أضف إلى ذلك أن التوظيف الإبداعي وإتقانه لا يخضع للكثرة والقلة، وإنما يخضع للمهارة فيه، مع أهمية أن نشير إلى غازي القصيبي وتركي الحمد وأميمة الخميس ويوسف المحيميد وسعد الدوسري وإبراهيم الحميدان ورجاء الصانع.. وغيرهم ممن كان للمدينة حضور في رواياتهم.. مختتما حديثه بأن المبدع ليس مطالبا بأن يجيب على أسئلتنا الخاصة، وإنما يتعامل مع مادته الإبداعية وفق محدداته الفنية، وهنا تحضر هذه المدينة أو تلك من الزاوية التي تخدم نصه وتحقق بنيته العامة. وعن واقع العلاقة بين النص الشعري والمدينة، ذكر الشاعر جاسم الصحيح بأن علاقة الأدب بالمدن علاقة قديمة، التي ربما جاءت امتدادا لعلاقة الشعراء قديما بمرابع الصبا والشباب تارة ، وامتداد لعلاقات طللية من جانب آخر.. مشيرا إلى أن هناك من الشعراء ممن وقفوا على أطلالهم باكين وهم الأغلبية من الشعراء، وهناك من سخر من هؤلاء الواقفين كما فعلها أبو نواس في قوله : قُلْ لمَنْ يبكي على رَسْمٍ دَرَسْ واقفا، ما ضَرَّ لو كان جَلَسْ أما عن واقع هذه العلاقة في أدبنا الحديث، فأضاف الصحيح إلى أن هناك الكثير من الأدباء سواء كانوا شعراء أو روائيين مِمَّنْ عبَّروا عن حبِّهم لمدنهم عبر المديح لهذه المدن أو حتى عبر هجائها أو رثائها من فرط ما حُبِّهم لها أو ألمهم عليها.. مشيرا في حديثه إلى أنه عندما نتخذ من مدينة بعينها مثالا على هذه العلاقة، فإننا سنجد العديد من المدن التي كانت ولا تزال محطّ اهتمام الشعراء والروائيين فيما ينظمونه من شعر ويروونه من سرد. ووصف الصحيح هذه العلاقة بين النصوص الشعري منها والسردي قائلا: لطالما احتفل حضور المدينة المعاصرة في القصائد، وطالما قرأت تفاصيلها في الروايات، ولكن الفرق بين هذه وتلك يكمن في طبيعة التناول الروائي وطبيعة التناول الشعري.. فالشعر يقوم على العلاقة الحميمة والحبِّ بين الشاعر وما يكتب عنه، لذلك دائما ما تجيء القصائد مفعمة بالحميمية سواءً كانت ثناءً أو كانت رثاءً أو حتى هجاء.. يضاف إلى هذا البعد، فإنَّ الشعر في معظمه يتناول حالة نفسيَّة عامة لا تتوغَّل في التفاصيل بعمق، ناهيك عن طبيعة الشعر الإيحائية التي تتطلَّب التأويل. واستطرد الصحيح في حديثه عن علاقة المدينة، بالنصوص الروائية بوجه عام، بأن المتابع لتلك النصوص يجد عند العديد ممن كتبوا الرواية في أحضان المدينة بأنهم قرأوا المدينة في تفاصيلها وحاولوا التقاط الحسّ الجماعي للمجتمع وما تدور فيه من أحداث صغيرة.. مشبها النص الروائي الذي تدور أحداثه في المدينة من خلال هذا المنظور، بأن الرواية تأتي عبره وكأنها تلتقط الذبذبات التي تنبثّ مباشرة من أعماق الفعل الاجتماعي، لفلترتها في مصفاة الوعي وتقدِّمها للقارئ.. مختتما حديثه عن هذا العلاقة بقوله: أنا أعتقد أنَّ القراءة الروائية للمدينة هي الأقرب للواقعية التي يفترضها بناء نص سردي تدور أحداثه في فضاء المدينة، أما القصائد فهي تعبير حميميّ عن علاقة الشاعر بهذه المدينة التي تعوم فوق بحيرة من الأسرار. كما تحدث الكاتب والناقد الدكتور محمد العوين قائلا: تبدو المدن في القص السعودي مهجوة ملومة منبوذة قاسية ضاغطة كاتمة لا حياة فيها ولا مرح ولا فرح ؛ بل تظهر في القصة القصيرة وفي الرواية تجلد بتقاليدها القاسية إشراقات الفرح ورغبات الانطلاق العفوية في الحياة ؛ فهي مدن إسمنتية لاهبة ، يتحاور فيها ويتجاور الحديد والاسمنت ، ويبخ الإسفلت في الصيف سياطا من لهب ، ويتعامد الغبار كالموج أو كمعركة الشياطين في أشهر الخريف ومطالع الصيف ؛ فتبدو وكأنها بيت لم يسكن سنين طويلة متربا وموحشا ، وكأنها قبر كبير لم يدفن فيه ساكنه بعد ! . وأضاف د. العوين متسائلا عبر ما يوحي به السرد عامة من هذه الصورة وأشباهها قائلا: هل اجترأ القاصون والقاصات على مدنهم يجلدونها بسياط النقمة والغضب تعبيرا عن نقمتهم من التقاليد والنظام الاجتماعي الذي يسور مدنهم ويحجب عنها الحياة كما يعبرون ؟! هل هي المدينة الإسمنتية الحديدية الحجرية المتوحشة البخيلة بحبها لساكنيها ؛ أم هي تلك القيم التي تسكن المدينة بأطيافها مجتمعة تقاليدية وسياسية وسواها فتتلابس المدينة بقيمها الساكنة فيها ، وتغدو هي تلك وتلك هي ؟! .ولتبين ملامح هذه الصورة ومدى شطط كثيرين من القاصين والقاصات في إلقاء كثير من اللائمة على مدنهم.. يرى د. العوين بأنه لابد من النظر إلى كاتبي السرد الرواة منهم والقاصين في موقفهم من المدينة على ناحيتين : الطائفة الأولى : القاصون المعتدلون الذين يجدون في الريف والقرية تعويضا نفسيا ، وملاذا آمنا من غلواء المدن ؛ فيلتجئون إلى القرى والأرياف ، ويمعنون في عشق القرية كمعادل موضوعي لطيف للمدينة القاسية المستبدة، لنجد في مقابل ذلك سردا لعشق القرية والتغني بقيمها البديلة الشامخة الأصيلة لقيم المدينة. واستطرد د. العوين في ضربه لأحد الأمثلة التي جنحت إلى وجهة مضادة للمدينة فقال: راوية أحمد السباعي ( فكرة ) نجد أن آسيا بطلة الرواية أو فكرة كما نعتها بدو جبال الطائف منتصف ستينيات القرن الهجري الماضي تتفوق على كثير من رجال المدينة ونسائها وتبزهم حكمة وعقلا ومنطقا وفهما واعيا للدين ، فتشن حربا لا هوادة فيها على التقاليد التي كبلت عقول وقلوب رجال ونساء المدينة المحاطة بالجهل والظلام والسبات الوبيل على أن الروائي لم يقدم مسوغات منطقية لنبوغ بطلته التي جعلها محاربة لمدينته ، واتخذ منها ربما إنابة عنه مطية لهجاء قيم المدينة المتخلفة - في نظره - وهي آنذاك جدة ومكة ، المدينتان اللتان كان يسكنهما أو يرتادهما بكثرة ، وربما اتخذ منهما شبها لكل مدن بلاده في تلك السنين ، من حيث عدم قبول دعوات التحديث والتحضر ، ومن حيث الإغراق في الانسياق إلى مفهومات الماضي ومقومة كل جديد ، لا لأمر مقنع بقدر ما كان حبا وانتماء للماضي لذاته ، وخوفا من الجديد الطارئ المقلق المرعب لذاته أيضا كما توحي بذلك روايته فكرة.. وقال د. العوين: ولئن كتب القاصون القصة القصيرة في التغني بقيم القرية وجمالها ، ووصف أدق تفاصيلها اليومية، فإن هذا يتأتى مع ملاءمة هذا الشكل الأدبي لإيقاع القرية القصير غير الممتد ، فالأحداث في الغالب ومضة خاطفة ، والأعمال تنتهي باكرا ، وجل القضايا متكشفة لا غموض فيها ولا تستدعي حلولا معقدة ، فقصر النفس هنا يلائم القصص القصير ، على أن هذا الحكم النقدي ليس قطعيا ولا صارما فإن ثمة روايات انبثقت وتولدت ونمت وتصاعدت في القرية.. لكن هذا لا ينفي أبدا ما أرمي إليه من أن الرواية يتسع فضاؤها للمدينة أكثر من اتساع اللمحة الخاطفة في الشكل القصصي القصير . ويصف د. العوين هذا السرد وما سلك مسلكه من قصة ورواية، يمثل كتاب وكاتبات معتدلون أيما اعتدال في رؤاهم ونظراتهم إلى مدنهم وما تحتكم إليه من تقاليد ومفهومات؛ معللا ذلك بأن هناك طائفة أخرى تنزع نزوعا قويا وحادا إلى مقاومة تلك المفهومات المسيجة الصادة عن الحياة بهجاء المدينة نفسها، واتخاذها وسيلة لتقريع وملامة تلك الرؤى المتخلفة كما يرون .ويمضي د. العوين واصفا الطائفة الأخرى من الساردين بقوله: الطائفة الثانية هي تلك التي تعلن سخطها على المدينة ، ولا ترى فيها إلا كل منقصة.. قد تظهر لديهم المدن بأنها مدن لا أنس فيها ولا بهجة ولا صدق، مما يجعل المدينة حاضرة بعنفوانها وصخبها وضجيجها وقضاياها في الرواية، وقد بدت كما صورها الروائيون أكثر بشاعة وقبحا وشراسة وكآبة وطردا ونفورا منها عند كاتبي القصة القصيرة،مشيرا إلى أن هذا الفريق ليس بقليل ولا يحتاج مع ذلك إلى حصر لكون الحصر غير يسير.. مشيرا إلى أن الصورة السلبية طاغية على المدن عند هؤلاء الساردين. وقال د. العوين: أجد الحديث مناسبا جدا لأن أشير إلى أنني كنت عضوا في لجنة علمية لمناقشة فكرة تقدمت بها الباحثة الأستاذة أميرة العتيبي لنيل درجة الدكتوراه عنوانها ( المدينة في الرواية السعودية ) إلى قسم الأدب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وهي فكرة ممتازة ، أشرت إلى ضرورة إلحاق صورة القرية كمعادل آخر مناقض لصورة المدينة في الرواية السعودية فعسى أن تجد هذه الرؤية قبولا.. مختتما حديثه بقوله: نخلص بعد هذا إلى أن صورة المدينة في القص السعودي صورة بائسة كئيبة غير مبهجة، كما أنها موضع سخط وهجاء من كثيرين من الروائيين؛ وليس هجاؤها إلا صورة لهجاء منظومة القيم والتقاليد والعادات التي تتلبسها المدينة عند القاصين السعوديين.. فربما يجد القاص السعودي مع ما يحدث من تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية متسارعة في قادم الأيام في المدينة صورة أخرى أكثر رحابة وبهجة، وأوسع أفقا ومعنى أسمى أجمل للحياة في المدن. د. محمد العوين جاسم الصحيح د. عبدالله الوشمي د. عبدالله مناع