شنت قبائل مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، انتفاضة في وجه ميليشيات الحوثيين المتمردة، عقب مقتل أحد أبنائها بأيدي الانقلابيين. وقالت مصادر ميدانية إن حالة من الغضب الشديد تملكت أبناء القبائل بعد الحادثة، وهب عشرات المقاتلين المسلحين إلى قطع الطريق الواصل بين محافظتي عمران وصعدة شمال اليمن، ورفضوا أي تفاوض مع الميليشيات الانقلابية قبل أن تقوم الأخيرة بتسليمهم القاتل، وإقامة الحد الشرعي عليه، وأشارت بعض قيادات القبائل إلى أن سمعتهم باتت على المحك بعد استهانة الحوثيين بهم. قتل متعمد وأشارت المصادر إلى أن أحد شباب قبيلة "ذو معقل" لقي مصرعه بنيران المشرف الذي عينته الجماعة الانقلابية رغم أنه كان يشارك في القتال إلى جانب قوات التمرد بعد خلاف حول أمور عسكرية، مؤكدة أن النقاش كان عاديا إلا أن المشرف الذي ينتمي لمحافظة صعدة معقل زعيم التمرد عبدالملك الحوثي لم يتمالك نفسه وقام بأخذ سلاحه وقتل الشاب القبلي. وفور ورود النبأ هب أبناء القبيلة وقاموا بأسر ستة من عناصر التمرد وهددوا بقتلهم جميعا في ظرف 72 ساعة، إذا لم يتم تسليمهم القاتل للاقتصاص منه. كما قطعوا الطريق المؤدي إلى المنطقة التي تقطنها قبائل خولان. ولم تفلح الوساطة التي قام بها مدير المديرية علي معقل، الذي بعثته قيادة التمرد إلى إنهاء الأمر، ورفض مشايخ قبيلة "ذو معقل" التفاهم معه إلا بعد تسليم القاتل. خلافات سابقة وكانت خلافات مماثلة قد اندلعت خلال الفترة الماضية بين الحوثيين وقبائل حرف سفيان، حيث أقدم الانقلابيون قبل حوالي شهرين بطريقة سرية على تصفية ثلاثة من أبناء قبائل "ذو بحبح" في كمين نصب لهم أثناء عودتهم من إحدى جبهات القتال، وزعموا أن الكمين نفذته عناصر المقاومة الشعبية، إلا أن أبناء القبيلة أدركوا الحقيقة، وقامت في حينها وساطة بين الجانبين تقضي بدفع الانقلابيين ديات القتلى، بعد أن اعتذروا رسميا وادعوا أن قتلهم تم عن طريق الخطأ، وتعهدوا بعدم تكرار الحادث. وتعتبر مديرية حرف سفيان من المناطق الحساسة التي يستميت الحوثيون في الدفاع عنها، كونها نقطة الوصل التي تربط محافظات عمران، وصعدة، والجوف. كما أنها تشرف على طريق الإمداد الوحيد للميليشيات الحوثية من معقلهم الرئيس إلى بقية الجبهات باتجاه العاصمة صنعاء.