واصلت طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة غاراتها العنيفة على مواقع الانقلابيين في محافظة تعز، حيث شنت بالأمس قرابة 20 طلعة جوية على مواقعهم، أسفرت عن مصرع 36 متمردا إضافة إلى إصابة عشرات آخرين وتدمير الكثير من الآليات العسكرية. وقال المركز الإعلامي للمقاومة في بيان: إن الغارات استهدفت تجمعات للحوثيين بجوار جامعة تعز وفي منطقة الربيعي القريبة، كما قصفت تجمعات أخرى في أحياء الضباب والجمهوري. إضافة إلى ست غارات استهدفت في ساعات الفجر الأولى ليوم أمس أرتالا من العربات التابعة للمسلحين الحوثيين، كانت في طريقها إلى منطقة السياني لدعم ميليشيات الجماعة، وأسفرت عن تدمير العربات ومصرع من كانوا على متنها. وكان الثوار قد تمكنوا خلال الأيام الماضية من استعادة السيطرة على المجمع الحكومي والمركز الصحي، إضافة إلى جبلي الصيبارة والشقوق، اللذين كان تحت سيطرة الانقلابيين وكانوا يستغلونها في حملة القصف العشوائي على الأحياء السكنية.
تفكيك جدار العبوات الناسفة أكدت المقاومة الشعبية في بيان أنها أحرزت تقدما في المناطق الغربية بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات المخلوع صالح، مشيرة إلى أن مقاتليها بالتعاون مع عناصر الجيش الموالي للشرعية اجتازوا منطقة الشريجة وجبل حمالة على الحدود مع محافظة لحج، وذلك بعد الانتهاء من نزع كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الانقلابيون الحوثيون على الطريق. وأضاف البيان أن المتمردين كانوا قد شيدوا جدارا عازلا من البراميل الملغومة يفصل بين تعز ولحج، وأن وحدات متخصصة من قوات التحالف توصلت إلى معرفة شفرة الألغام وقامت بتفكيكها. وعلى صعيد مديرية الوازعية التي سيطر الثوار على أجزاء كبيرة منها، قال البيان: إن 52 شخصا من الانقلابيين سقطوا قتلى إضافة إلى جرح 88 شخصا آخرين، كما بادر العشرات من المتمردين إلى تسليم أنفسهم للثوار بكامل أسلحتهم وعتادهم. وإن الثوار على وشك إكمال السيطرة التامة على المديرية.
تواصل عمليات الفرار الجماعي تواصلت عمليات الفرار الجماعي لميليشيات الانقلابيين في وجه القوات الموالية للشرعية، وأشار المركز الإعلامي إلى أن العشرات من عناصر التمرد صاروا يسارعون إلى تسليم أنفسهم للثوار بمجرد بدء المواجهات، مشيرا إلى أن ذلك يعكس انهيار الروح المعنوية للميليشيات. وأضاف المركز نقلا عن بعض الأسرى أن المئات سيسلمون أنفسهم خلال الأيام المقبلة، مؤكدين أن قياديين ميدانيين في الحركة المتمردة راودتهم الشكوك خلال الأيام الماضية في عشرات من العناصر بعد تحركها إلى مناطق متقدمة في جبهة القتال، وأصدروا أوامرهم بإطلاق النار عليهم بعد اتهامهم بمحاولة الفرار. وأشار إلى أن قيادة التمرد جمعت كل العناصر وأخبرتهم بصدور قرارات صريحة بقتل كل من يحاول الهرب من المعركة أو الاستسلام لمقاتلي المقاومة، وأن العقاب لن يقتصر عليه وحده بل سيمتد إلى عائلته أيضا، وتابع المركز قائلا: إن عمليات الفرار تواصلت رغم تلك التهديدات حيث إن عشرات المسلحين تركوا مواقعهم خلال الساعات القليلة الماضية من تعز، وتوجهوا باتجاه محافظات إب وذمار وصنعاء بعد اشتداد المعارك بجبهات عدة فيها.
مصرع مسؤول التمويل والإمداد أشارت مصادر ميدانية إلى أن غارات التحالف العربي التي تواصلت بكثافة خلال الأيام الماضية على مواقع الانقلابيين في تعز، أسفرت عن مصرع القيادي الميداني في ميلشيات الحوثي المدعو علي الطلي خلال غارة استهدفت موكبه على طريق مديرية الوازعية بتعز. وقال المركز الإعلامي للمقاومة: إن الطلي يعد أحد أبرز القيادات الميدانية للانقلابيين، وينتمي إلى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران الحدودية مع صعدة معقل الحوثي، حيث إنه من القادة المسؤولين عن توفير موارد مالية للتمرد من خلال الاتجار في السلاح والمخدرات. وأضاف أن مقتل الطلي يعد صفعة قاسية في وجه الميليشيات التي كانت تعول عليه للإشراف على عمليات إمداد المقاتلين في أكثر من جبهة، وأثبتت التحقيقات التي أجرتها السلطات في تعز مع بعض مهربي الأسلحة الذين ضبطوا خلال الفترة الماضية أنه يقف خلف تلك المحاولات، ويتولى تمويل صفقات شراء الأسلحة للانقلابيين من بعض المهربين الذين ينشطون في عمليات التهريب عبر محافظة المخا.