تصفية حسابات يقوم بها الحوثيون تجاه القبائل طالب زعيم قبلي يمني المتمردين الحوثيين بالانسحاب من منطقة حرف سفيان الواقعة في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، مهددًا بقتالهم مجددًا. وقال الشيخ مالك العويري، أحد الزعامات القبلية التي قاتلت "الحوثيين" الشهر الماضي: إن "قبيلة بني عوير تطلب من المتمردين الانسحاب من منطقة حرف سفيان"، متوعدًا بأنه "ما لم ينسحبوا فإننا سنعيد الكرة ونقاتلهم مجددًا". وأضاف العويري: "نطلب أيضًا من مشايخ صعدة الالتفاف معنا ضد المتمردين". كما دعا حكومة صنعاء إلى الوقوف مع رجال القبائل ودعمهم ضد الحوثيين. وأشار الزعيم القبلي اليمني في حديث لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية إلى قبيلته "بنى عوير" هي القبيلة الوحيدة التي قاتلت "الحوثيين" مؤخراً إلى جانب النائب البرلماني عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم الشيخ صغير بن عزيز، الذي أُصيب في تلك المواجهات. وتشهد منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران جنوب صعدة هدوءًا نسبيًا بعدما شهدت بنهاية يوليو الماضي معارك ضارية قتل فيها العشرات من المتمردين الحوثيين وقوات الجيش وأفراد القبائل، وأسر أثناءها 228 جنديًا وفردًا من قوات الحكومة والقبائل. وأفادت مصادر يمنية بأن مساعي قطر لدى الحوثيين ساهمت في استقرار الأوضاع، لكن بعد استتباب الأمر للحوثيين وسيطرتهم على موقع "الزعلاء" العسكري. وأوضحت المصادر أن "الزعلاء" موقع إستراتيجي، حيث أنه يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة. اتفاق وقف النار لم يشمل القبائل: من جهته، أكد عضو اللجنة الدائمة عن حرف سفيان بحزب المؤتمر الشعبي الحاكم، الشيخ بكيل حبيش أن الحوثيين يسيطرون على المنطقة بشكل عام، سواء قبل سقوط موقع الزعلاء بأيديهم أو بعد ذلك.، معتبرًا أن الدولة غائبة بشكل تام. وقال إن هناك تصفية حسابات يقوم بها الحوثيون تجاه القبائل التي ساندت الدولة أثناء الحرب، حيث يعتبرون هذه القبائل "منافقين وعملاء للسلطة"، مشددًا على أنه رغم اتفاق الحكومة مع الحوثيين على وقف النار فإنه (الاتفاق) لم يشمل القبائل. واعتبر الشيخ حبيش أنه من المفترض أن يحتسب أي اعتداء من الحوثيين ضد القبائل كخرق لاتفاق وقف النار، مشددًا على دخول القبائل ضمن إطار الاتفاق و"أن يحدث صلح عام بالمنطقة حتى لا تبقى بؤرة لتفجر الصراعات مجددًا". الجانب الحكومي غير قادر على المواجهة: إلى ذلك قالت مصادر محلية بمديرية حرف سفيان إنه في وقت يشعر فيه رجال القبائل أن الحوثيين بسطوا سيطرتهم على مناطق تابعة لهم، فإن الجانب الحكومي يبدو غير قادر على المواجهة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الحوثيين باتوا يمدون نفوذهم وسيطرتهم على كامل محافظة صعدة، ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، إلى جانب سيطرتهم على مديريتين بمحافظة الجوف. وأضافت أن الحوثيين يتفوقون على القبائل بنوعية السلاح، إلى جانب التكتيك القتالي والخبرة الميدانية بحرب العصابات، بالإضافة إلى المخزون البشري من المسلحين.