تحولت مراسم العزاء في عدد من مناطق المملكة إلى مناسبات اجتماعية، تستدعي استئجار الاستراحات والمجالس، لجمع الناس على الولائم، التي تقام لثلاثة أيام. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس المبارك ل"الوطن" أنه ليس هناك زمن معين ومحدد للجلوس للتعزية، وإنما هو من قبيل الأعراف والعادات، مؤكدا أن تقديم الطعام ل3 أيام، وعمل المناسبات والولائم يخالف الأمر النبوي. وأشار المبارك إلى أن أهالي الأحساء كانوا فيما مضى يقيمون مجلس العزاء، دون تقديم طعام أو شراب، حيث يدخل المعزون فيعزون ويجلسون قليلا، يواسون أهل الميت، ولا يطيلون الجلوس، بل إن بعضهم لا يجلسون، مؤكدا أن قيام أهل الميت بتقديم الطعام والشراب فيه تكليف عليهم ومشقة، بينما يجب مواساتهم والتخفيف عنهم. وأضاف الشيخ المبارك أن التعزية هدي نبوي ومقصد شرعي، وأن الجلوس لاستقبال المعزين وسيلة لتحقيق هذا المقصد، والوسائل لها حكم المقاصد، مشيرا إلى أن أهل الميت في شغل عن صناعة الطعام. وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس بأن يرسلوا إلى أهل الميت ما يكفيهم من الطعام، فقال عليه الصلاة والسلام "اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنه قد أتاهم ما يشغلهم". وقال إن العلماء ذكروا أن في التعزية ثلاثة أشياء: أحدها تسلية أهل الميت وحضهم على الصبر والرضا بالمقدور، والدعاء لأهل الميت بالثواب وحسن العقبى والمآب، إضافة إلى الدعاء للميت والترحم عليه.