سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ/ خالد بن حمد المالكي وفقه الله لكل خير.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: لقد اطلعت على المقال المنشور في جريدتكم يوم السبت الموافق 14 من جمادى الأولى 1433ه والعدد 14435 ص 35 بعنوان (للقضاء على مظاهر الإسراف تخصيص أوقات لاستقبال المعزين في المساجد). وأقول: يكره الجلوس للتعزية والاجتماع من أجلها لما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد التاسع ص 133-134: أولاً: من هديه صلى الله عليه وسلم تعزية أهل الميت. بهذا جاءت السنة من فعله -صلى الله عليه وسلم- وقوله. ثانياً: من السنة صنع الطعام لأهل الميت، فعن عبدالله بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر -رضي الله عنه- حين قتل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم). رواه الخمسة إلا النسائي. ثالثاً: الاجتماع عند أهل الميت وصنعة الطعام منهم بعد دفنه لا يجوز.. والأصل في ذلك ما رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبدالله البجلي قال: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة). رابعاً: يحرم ما يفعله أهل القرية من جمع نقود يأخذون بها صيواناً ينصب إذا مات منهم واحد لمدة ثلاثة أيام يأتي إليهم جماعة بعد جماعة في ذلك الصيوان ويجلسون مدة من الوقت ثم يذهبون ويأتي آخرون وهكذا حتى تنتهي هذه الثلاثة أيام لأن ذلك بدعة لا أساس لها في الشرع المطهر. وفي ص 139-140: يسن تعزية أهل الميت كبارهم وصغارهم تسلية لهم عن مصابهم وإعانة لهم على الصبر وتحمل ما نزل بهم لعموم ما رواه الترمذي من قوله عليه الصلاة والسلام: (من عزى مصاباً فله مثل أجره. وقال حديث غريب). ولما رواه ابن ماجة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما من مؤمن يعزي أخاه في مصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة). وفي سنده قيس أبو عمارة الفارسي مولى الأنصار وفيه لين لكن مجموع ما ورد من الأحاديث في التعزية يقوي بعضه بعضاً فتنهض للاحتجاج بها ويثبت بها مشروعية التعزية دون الجلوس والاجتماع لها ويكره الجلوس للتعزية والاجتماع من أجلها يوماً أو أياماً لأن ذلك لم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن خلفائه الراشدين لأن في جلوس أهل الميت واجتماع المعزين بهم يوماً أو أياماً إثارة للحزن وتجديداً له وتعطيلاً لمصالحهم. وفي مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الجزء الخامس ص 345. س: تقام مراسيم العزاء، يتجمع الناس عند بيت المتوفى في خارج المنزل، توضع بعض المصابيح الكهربائية (تشبه تلك التي في الأفراح)، ويصف أهل المتوفى ويمر الذين يريدون تعزيتهم، يمرون عليهم واحداً بعد الآخر ويضع كل منهم يده على صدر كل فرد من أهل المتوفى ويقول: (عظَّم الله أجرك). فهل هذا الاجتماع وهذا الفعل مطابق للسنة، وإذا لم يوافق السنة فما هي السنة في ذلك.. أفيدونا مأجورين جزاكم الله خيراً. ج: هذا العمل ليس مطابقاً للسنة ولا نعلم له أصلاً في الشرع المطهر، وإنما السنة التعزية لأهل المصاب من غير كيفية معينة ولا اجتماع معين كهذا الاجتماع، وإنما يشرع لكل مسلم أن يعزي أخاه بعد خروج الروح في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في المقبرة، سواء كانت التعزية قبل الصلاة أو بعدها، وإذا قابله شرع له مصافحته والدعاء له بالدعاء المناسب مثل (أعظم الله أجرك وأحسن عزاك وجبر مصيبتك). وإذا كان الميت مسلماً دعاً له بالمغفرة والرحمة، وهكذا النساء فيما بينهن يعزي بعضهن بعضاً ويعزي الرجل المرأة والمرأة الرجل لكن من دون خلوة ولا مصافحة إذا كانت المرأة ليست محرماً له. وفق الله المسلمين جميعاً للفقه في دينه والثبات عليه إنه خير مسؤول. عبدالرحمن صالح الدغيشم - الرياض