سعادة رئيس تحرير صحيفة الوطن وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: تابعت باهتمام بالغ ما تم نشره في صحيفتكم الموقرة، وتحديدا ما كتبه الأستاذ (صالح الشيحي) عبر زاويته اليومية (لكن)، بعنوان (كبتاجون للبيع) المنشورة يوم الأربعاء 3/ 1/ 1437، 13 يناير 2016، العدد 5584، واقتراحه بإباحة تعاطي المخدرات، خاصة حبوب (الكبتاجون)، ونود أن نوضح للقارئ أن هناك معلومات مغلوطة استند إليها الأستاذ صالح الشيحي، منها: 1 - لا توجد دولة أباحت تعاطي الكبتاجون. 2 - ذكر أن منتجي تلك الحبوب يصنعون 50 ألف حبة مخدرة نقية ثم يقومون بخلطها ب500 ألف حبة غير مخدرة من نفايات الأدوية الأخرى، وتلك معلومة غير صحيحة ولا تستند إلى أي مصادر رسمية. 3 - غابت عن الأستاذ صالح المعلومات الموثقة حينما أباحت بعض الولايات الأميركية بيع الماريوانا، وأنها لم تحقق النجاح المطلوب في مكافحتها للحشيش، وكانت إجازتها للحشيش لهدف طبي وآخر ترفيهي للحصول على الضرائب المستفادة منها في زيادة الإنتاج المحلي. 4 - مقابل هذه الإباحة زادت نسبة الجريمة في كولورادو بموجب التقارير البوليسية المنشورة رسميا من شرطة دنفر. 5 - في تجربة هولندا حينما أباحت وقننت تعاطي الماريوانا زاد عدد المدمنين عليها منذ عام 2007 2015 بنسبة كبيرة، وزاد عدد مدمني الهيروين، ولم تحقق النجاح الذي كانت تهدف إليه. 6 - نتفق على أن الأستاذ صالح يعلم أن بلادنا تحرم المخدرات (وتجرمها كافة دول العالم)، ولا يمكن لبلادنا أن تجيزها من أجل العلاج أو غيره، لحرمتها شرعا، علما بأن الكبتاجون ليس له أي استخدامات طبية، وكم كنت أتمنى أن يطلع -قبل كتابة المقال- على قرارات منظمة الصحة العالمية التي منعت تصنيع هذه المادة لضررها على الاستخدام الآدمي. 7 - هل تجاهل أخي صالح عند كتابته هذا المقال بيانات وزارة الداخلية التي تعلنها عبر وسائل الإعلام المختلفة من وقت إلى آخر، والكميات المضبوطة والضربات الاستباقية لإحباط تهريب هذه المادة، والذي يدل دلالة واضحة أن المملكة مستهدفة في عقيدتها وشبابها من قبل أعداء الوطن ومحاولاتهم البائسة لتدمير عقول شبابنا بمادة الكبتاجون خاصة؟! 8 - يدرك الأستاذ صالح أن المملكة تطبق عقوبة القتل بحق مهربي ومروجي حبوب الكبتاجون منذ عام 1407 حسب الفتوى الشرعية المبنية على الكتاب والسنة في تحريم المخدرات بكل أنواعها وأصنافها وألوانها، ولا يمكن أن تجيز بلادنا استخدام هذه الحبوب أو توزيعها على المعالَجين في مصحاتها العلاجية للحد منها، على حد قوله. 9 - لم يطلع الأستاذ صالح أو يتابع حقيقة ما تنشره الأجهزة المعنية والمثبت علميا، حسب نتائج المختبرات المتخصصة، أن كميات حبوب الكبتاجون المهربة للمملكة تحتوي على نسبة 90% من مواد كيميائية قاتلة وقادرة على تدمير خلايا المخ بمجرد تعاطيها من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر. ولا شك أن قضية المخدرات قضية حساسة وذات أبعاد صحية وأمنية وسياسية واجتماعية، ويجب قبل الخوض في أعماقها الرجوع للجهات المعنية كأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، أو المديرية العامة لمكافحة المخدرات، أو الجهات الجمركية والصحية والعدلية، لمعرفة الجهود التي تبذلها الدولة في مجال مكافحة المخدرات، والخطط التي تعمل عليها، سواء من الجانب الأمني أو الوقائي أو العلاجي والتأهيلي، خصوصا أن كل المعلومات متوافرة ومتاحة لدى كل الجهات، والهدف أن تصل كل المعلومات إلى المواطن بكل وضوح، وتعمل وزارة الداخلية ممثلة في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، على محاربة هذه الآفة بشتى الطرق، بتوجيهات ودعم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات. آملا من الأخ صالح الشيحي، إعادة النظر فيما كتبه بعقلانية ومهنية، كما آمل التنويه عبر زاويته عن ذلك وإيضاح خطر المخدرات حماية للوطن والمواطن. الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات