تصاعدت أمس أزمة المدنيين في بلدة مضايا السورية التي تحاصرها قوات الأسد وميليشيات حزب الله، منذ سبعة أشهر، وقالت الأممالمتحدة إنها تعمل على تأمين إجلاء نحو 400 شخص مهددين بالموت، واصفة معاناة السكان فيها بأنها "لا تقارن"، بكل ما حصل في سنوات الصراع السوري. وكانت بلدة مضايا قد تصدرت جدول أعمال جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، وانتهت بتأكيد رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة، ستيفن أوبراين، أن نحو 400 شخص بحاجة إلى الإجلاء، لتلقي رعاية صحية ملحة، منبها إلى أنهم مهددون بالموت، ويعانون من سوء التغذية، ومشكلات طبية أخرى. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية، بافل كشيشيك في تصريحات صحفية إنه يجري العمل مع الأممالمتحدة والهلال الأحمر السوري لتحقيق ذلك، موضحا أن العملية معقدة جدا وتتطلب الحصول على موافقة مسبقة، وأن اللجنة تتفاوض مع الأطراف المعنية لتحقيق هذه الخطوة الإنسانية". وضع مأساوي وصف ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين، سجاد مالك الذي رافق قافلة المساعدات إلى مضايا امس، ما شاهده في البلدة بأنه "مروع"، فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن المنظمة طلبت من نظام الأسد السماح بإرسال عيادات متنقلة وفرق طبية إلى بلدة مضايا المحاصرة، وذلك لتقييم حالة سوء التغذية وإجلاء الحالات الخطيرة. وصرحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق، إليزابيث هوف، التي زارت مضايا أول من أمس، مع قافلة من الأممالمتحدة، إن المنظمة تحتاج إجراء تقييم عن طريق زيارات إلى منازل في البلدة، حيث أبلغها طبيب سوري أن ما بين 300 و 400 شخص في مضايا بحاجة "لرعاية طبية خاصة"، وأضافت "أنا قلقة حقيقة، وقد وجّهت طلبا عاجلا للسلطات بإرسال مزيد من الإمدادات. نطلب إرسال عيادات متنقلة وفرق طبية". يأتي ذلك في وقت تمكنت الأممالمتحدة والمنظمات الشريكة، أول من أمس، من إدخال 44 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى البلدة التي تؤوي نحو 40 ألف شخص. وتزامن إدخال المساعدات إلى مضايا مع إدخال 21 شاحنة مماثلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب، المحاصرتين ويقيم بهما أكثر من 20 ألف شخص.
تفعيل المساعدات السعودية كشف سفير المملكة في لبنان السفير علي عسيري، عن صدور توجيهات عاجلة للهيئات الإغاثية السعودية العاملة على الأرض بإدخال المواد الغذائية والطبية والأغطية والألبسة لأبناء بلدة مضايا المحاصرة، وتفعيل التنسيق بين هذه الهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة لإيجاد السبل الآيلة إلى تحقيق هذا الهدف في أقرب وقت ممكن. جاء ذلك خلال اجتماع عقد في مقر سفارة المملكة ببيروت، أول من أمس، ضم إلى جانبه كلا من ممثلة مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين، ميراي جيرار، وممثلة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في لبنان، جواهر عاطف، وبحضور مدير مكتب الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية وليد الجلال، تم خلاله تناول قضية حصار مدينة مضايا السورية ، كما تم خلال الاجتماع إجراء عرض شامل لملف النازحين السوريين والمساعدات المتواصلة التي تقدمها لهم المملكة منذ اندلاع الأزمة.