توجهت قافلة من المساعدات الغذائية والطبية اليوم (الإثنين) إلى بلدة مضايا في ريف دمشق، حيث تفرض قوات النظام منذ ستة أشهر حصاراً محكماً على أكثر من 40 ألف شخص، تسبب في وفاة نحو 30 منهم جوعاً، وفق منظمات دولية. ومن المتوقع وصول 44 شاحنة بعد ظهر اليوم إلى مضايا التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن دمشق بعد انطلاقها منها ظهراً، تزامناً مع وصول 21 شاحنة مماثلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب (شمال غربي) اللتين تبعدان أكثر من 300 كيلومتراً عن العاصمة، وتحاصرهما الفصائل المقاتلة منذ الصيف الماضي. وأكد الناطق باسم «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في سورية بافل كشيشيك أن «القافلة إلى مضايا تحركت ظهراً». وأضاف أن «شاحنات محملة بالمساعدات غادرت في الصباح الباكر إلى الفوعة وكفريا، انطلاقاً من أن الطريق إلى المنطقة طويلة أكثر من الطريق المؤدية إلى ريف دمشق، وتتطلب مزيداً من التنسيق». وتحاصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها قرى عدة في ريف دمشق منذ أكثر من سنتين، لكن تم تشديد الحصار على مضايا قبل نحو ستة أشهر. وهي واحدة من أربع مناطق سورية مع مدينة الزبداني المجاورة والفوعة وكفريا، تم التوصل إلى اتفاق بشأنها في أيلول (سبتمبر) بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة، ينص على وقف لإطلاق النار وإيصال المساعدات وإجلاء الجرحى ويتم تنفيذه على مراحل عدة. ودخلت آخر دفعة مساعدات إلى مضايا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويقول «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات النظام كانت تلقي دورياً مساعدات عبر المروحيات إلى الأهالي المحاصرين في الفوعة وكفريا». وتحمل الشاحنات وفق المنظمين، حليباً للأطفال وعبوات مياه وبطانيات ومواد غذائية، بالإضافة إلى أدوية للأطفال وأدوية للأمراض المزمنة تكفي لثلاثة أشهر، ومستلزمات ضرورية للجراحات الطارئة. ويشرف كل من «الصليب الأحمر» الدولي و«الهلال الأحمر العربي السوري» و«برنامج الأغذية العالمي» والأممالمتحدة على تجهيز المساعدات وإيصالها إلى البلدات الثلاث. وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة من إحدى نواحي مضايا حيث تجمع الأهالي بانتظار وصول المساعدات. وذكر أن القافلة المتجهة إلى البلدة وصلت إلى حاجز التكية في الزبداني بانتظار وصول القافلة الأخرى إلى مسافة قريبة من الفوعة وكفريا لتدخل مضايا. وشغلت مضايا خلال الأيام الماضية المنظمات الدولية ووسائل الإعلام العالمية. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لأشخاص من مضايا بينهم أطفال بدا عليهم الوهن الشديد. ويعيش في مضايا 40 ألف شخص، بينهم نحو 20 ألف نازح من مدينة الزبداني المجاورة، وسط ظروف إنسانية صعبة. وأحصت «منظمة أطباء بلا حدود» الجمعة وفاة 23 شخصاً على الأقل بسبب الجوع في البلدة المحاصرة، منذ الأول من كانون الأول (ديسمبر). وفي تغريدة على موقع «تويتر» أمس، أضافت أن خمسة أشخاص آخرين توفوا جوعاً، بينهم طفل في التاسعة من عمره، مشيرة إلى أن «مئتي مريض يعانون من سوء التغذية، ويمكن أن تصبح حالهم أكثر حرجاً ويحتاجون إلى دخول المستشفى في غضون أسبوع، في حال لم يتم إدخال المساعدات». وقال سكان في البلدة في اتصالات هاتفية الأسبوع الماضي إنه لم يعد هناك ما يأكلونه وإنهم يقتاتون على الأعشاب والماء والملح وجذوع الشجر. وأبدت الأممالمتحدة خشيتها على مصير المحاصرين في مضايا، وذكرت «تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون إلى القتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا». ووفق المرصد، «قتل 13 شخصاً على الأقل جراء الألغام التي زرعتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها، أو إصابتهم برصاص قناصة أثناء محاولاتهم تأمين الغذاء أو جمع أعشاب عند أطراف المدينة». في محافظة إدلب، تحاصر فصائل «جيش الفتح» التي تضم «جبهة النصرة» وفصائل أخرى، نحو 20 ألف شخص في كفريا والفوعة بشكل محكم منذ الصيف الماضي، تاريخ سيطرتها على كامل المحافظة.