تأكيدا لاستشراء الخلاف بين طرفي التمرد، ميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، الذي ظهر إلى العلن خلال الفترة الماضية، ووصل حد التهديد بالاعتقال والسجن، أصدرت جماعة الحوثيين تعميما لكل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، بعدم التعامل مع المخلوع، أو إظهار صورته، أو نشر أي تصريح أو خطاب له، وهو ما ظهر جليا خلال اليومين الماضيين، حيث قاطعت وكالة الأنباء اليمنية، وصحيفة الثورة، وقناة اليمن الرسمية، البث الأرضي، وإذاعة صنعاء، البرنامج العام، التي تسيطر عليها جميعا ميليشيا جماعة الحوثيين، الخطاب الأخير للمخلوع، ولم تشر له من قريب أو بعيد. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن قرار حظر المخلوع في وسائل الإعلام كافة، وعدم التعامل معه إعلاميا، صدر بتوقيع زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، الذي توعد كل من يخالف ذلك القرار بالعقاب الرادع. وأضافت أن المخلوع أبدى انزعاجه من مقاطعة تلك الوسائل لخطابه، واقتصار بثه على قناة "اليمن اليوم" المملوكة له، وطلب من بعض قيادات حزبه الاستفسار عن الأمر، وأنه أبدى انزعاجه الشديد عندما علم أن هناك تعميما بمقاطعة أخباره. انتقادات لاذعة وجه القيادي في جماعة الحوثيين الانقلابية رئيس مجلسها السياسي، صالح الصماد، انتقادات لاذعة للمخلوع، متهما إياه باستخدام ناشطين سياسيين موالين له، لبث الخوف وسط قيادات التمرد. وقال: "نقول للذين يرددون في خطاباتهم أن الوضع لا يحتمل المزيد من العدوان، وأنه يجب تقديم تنازلات، وأننا باقون على مواقفنا، وليس لدينا ما نخسره، وأن عليهم توفير كلماتهم التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به". مشيرا إلى أن صالح يستعطف المملكة في خطاباته، ويؤكد أنه لا خلاف أو عداء له مع المملكة، ويريد أن يضمن لنفسه مخرجا آمنا. وأضاف الصماد أن البعض يرسل مندوبيه إلى عواصم عربية وعالمية، ويزور السفارة الروسية، لأجل توفير مخرج آمن له ولعائلته - في إشارة واضحة لصالح -، مؤكدا أن جماعته لن تسمح بهذا الأمر على الإطلاق.
استهانة واستخفاف وقال أحد كوادر حزب المؤتمر الشعبي - رفض الكشف عن اسمه -: إن صالح لم يعد يثق في جماعة الحوثيين بعد الخلافات الأخيرة، وصار يتوجس من كل تصرف، وتطارده هواجس الاعتقال والسجن، لذلك اتخذ الكثير من الإجراءات الأمنية المشددة، وقام بمراجعة عناصر الحرس الذين يلازمونه في كل تحركاته، وتقليص عددهم إلى الحد الأدنى. مشيرا إلى أنه يفكر في الخروج من صنعاء، والاختفاء في بعض المخابئ بمسقط رأسه في مديرية سنحان. وكشف المصدر أن القيادات البارزة في جماعة الحوثيين، صارت تستخف بالمخلوع، وترفض الرد على اتصالاته الهاتفية.