أكمل مقاتلو المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني، بدعم قوي وفرته طائرات التحالف العربي، سيطرتهم على مدينة حرض في محافظة حجة الحدودية. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الثوار تمكنوا من بسط سيطرتهم التامة على معسكر المحصام الإستراتيجي في المدينة، والذي كانت تسيطر عليه قوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع علي عبدالله صالح، بعد حصار عسكري ومعارك عنيفة استمرت عدة أيام، قتل فيها عشرات الانقلابيين. ونقل المركز الإعلامي للمقاومة عن مصادر عسكرية قولها إن منطقة حرض عادت بأكملها من جديد إلى حضن الشرعية، وإن الثوار يقومون في الوقت الحالي بمطاردة فلول الانقلابيين المدحورة، في إطار عملية واسعة لتطهير المدينة ومحيطها. وتابع أن الجيش الوطني والمقاومة غنموا كثيرا من المعدات والآليات العسكرية التي تركها الانقلابيون عند فرارهم، وأن القوات لا تزال تمشط أنحاء المعسكر، خشية أن يكون عناصر التمرد قد زرعوا في محيطه ألغاما أو عبوات ناسفة، على غرار ما فعلوا في كثير من المواقع قبل الانسحاب منها.
تدمير الأسلحة شنت طائرات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة، غارات مكثفة استهدفت مخازن السلاح في معسكر جبل النهدين، ودار الرئاسة في العاصمة صنعاء. وأشار شهود عيان إلى أن المقاتلات قامت أمس باستهداف كثير من المواقع التابعة للانقلابيين، والتي كان المتمردون يتخذونها مخازن للأسلحة، وأضافوا أن دوي انفجارات ضخمة سمع في محيط تلك المواقع، مما أصاب المدنيين بالهلع، لا سيما مع انطلاق المضادات الأرضية التي أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير سابق أنها مسؤولة عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، حيث تفشل عن إصابة أهدافها، ومن ثم تعود إلى الأرض وتنفجر بمجرد ارتطامها، مخلفة أعدادا كبيرة من الضحايا. وكشفت مصادر داخل العاصمة أن الغارات استهدفت مقر قيادة الأمن المركزي، ومخازن ألوية الصواريخ في فج عطان والكلية الحربية، ومخازن تموينية بشارع الستين، ومركز ابولو للمعارض جنوب غرب صنعاء، والذي يستغله المتمردون في تخزين الأسلحة، وثكنة عسكرية، كما أغارت مقاتلات التحالف أيضا على معسكر 48 التابع للحرس الجمهوري في منطقة حزيز جنوب العاصمة.
غارات نوعية استهدف التحالف في سياق تصديه للانقلابيين الحوثيين، معقل التمرد في محافظة صعدة، وشنت طائراته العديد من الغارات الجوية التي استهدفت العمق الحوثي، مما أسفر عن مقتل عشرات المتمردين، بينهم قيادات ميدانية. وقال شهود عيان إن سبب تكرار إطلاق الصواريخ الحوثية على حدود المملكة يعود إلى رغبة المتمردين في إشغال المقاتلات السعودية عن توجيه الضربات المؤلمة لها، مشيرين إلى أن كافة محاولاتهم لاستهداف القرى الحدودية باءت بالفشل الذريع. وفي محافظة لحج، قال المركز الإعلامي للمقاومة إن مقاتلي المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية تصدوا لهجوم عنيف شنته ميليشيات الحوثي لاقتحام منطقة القبيطة. كما أفشلوا، للمرة الثانية، محاولة الميليشيات التسلل إلى مناطق شرق جبل صبر لاستعادة موقع العروس الإستراتيجي. وأضاف أن عناصر التمرد اضطرت للتقهقر بعد أن أوقع الثوار خسائر جسيمة في صفوفها، بلغت 18 قتيلا و44 جريحا.