فيما تبذل السلطات الشرعية ومقاتلو المقاومة الشعبية والجيش الوطني جهودا كبيرة لبسط الأمن في المحافظات والمدن التي تم تحريرها، تزايدت شكاوى السكان المحليين من المضايقات العديدة التي يتعرضون لها على أيدي عناصر التنظيمات المتطرفة، مثل القاعدة، مشيرين إلى أن هؤلاء باتوا يتحركون بحرية تامة في العديد من المحافظات والمدن، لاسيما مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، ومدينة زنجبار، حاضرة محافظة أبين. وأشارت مصادر من داخل زنجبار إلى أن التنظيم أقام خلال يوم السبت الماضي محاضرة في جامع زنجبار القديم، تحدث فيها قياديه أبو العباس الحضرمي، الذي تجرأ على الحكومة الشرعية، وكفرَّ قادتها، ودعا إلى قتالهم ومحاربتهم. كما دعا الشباب لعدم الاستجابة لدعوات الانخراط في معسكرات التدريب التي تقيمها الحكومة، بهدف تخريج عناصر تتولى حفظ الأمن في المحافظة، وطالب من التحقوا بها إلى الانسلاخ عنها، معلنا أن تلك المعسكرات سوف تكون هي الهدف القادم للتنظيم. ترهيب وترغيب أشارت مصادر من داخل محافظة زنجبار إلى أن جماعة "أنصار الشريعة"، المرتبطة بتنظيم القاعدة، باتت تمارس أنشطتها لاستقطاب المدنيين بصورة علنية، على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية بالمحافظة والسلطات المحلية، وتقدم إغراءات مادية كبيرة للشباب، كما أقاموا نقاطا في مدينتي زنجبار وجعار، لتوزيع إصداراتهم من أشرطة الكاسيت التي تحتوي على أناشيد ومحاضرات على المواطنين. إضافة إلى مطويات ونشرات مكتوبة. وأضافت المصادر أن الجماعة أقامت أوائل الشهر الجاري بطولة رياضية في كرة القدم بمدينة زنجبار، ورصدت مكافآت مالية ضخمة للمشاركين، وقامت بتنظيم رحلة سياحية للفريق الفائز إلى مدينة المكلا، بمحافظة حضرموت، التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ أبريل الماضي. وكان عناصر القاعدة قد دخلوا محافظة أبين بداية ديسمبر الحالي، وسيطروا على مواقع في مدينة جعار ومديرية خنفر، التي تمثل كبرى مديريات المحافظة، بعد مواجهات عنيفة مع عناصر المقاومة الشعبية، قتل على إثرها عدد كبير من الجانبين. مضايقة السكان دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين عناصر في المقاومة الشعبية ومسلحي تنظيم "أنصار الشريعة"، في منطقة الحمراء بمحافظة لحج. وأشار شهود عيان إلى أن الاشتباكات اندلعت عندما حاول بعض عناصر التنظيم اعتقال ناشط في المقاومة الشعبية، إلا أن الثوار تصدوا للمحاولة وأرغموا عناصر التنظيم المتطرف على العودة من حيث أتوا. وأضافوا أن المتطرفين أرادوا اعتقال أحد سكان حي الحمراء، إلا أن المواطنين رفضوا ذلك، وطالبوهم بتقديم تبرير لاعتقاله، وعندما رفض المتشددون، لم يسمح لهم السكان باعتقال المواطن. رغم تهديداتهم باقتحام المنزل وقتل المطلوب. ودعا سكان المنطقة السلطات الشرعية للتدخل وحمايتهم من العناصر المتطرفة، مشيرين إلى أن تلك المحاولات تأتي بهدف إظهار المحافظة وكأنها تفتقر إلى الأمن بعد تحريرها من الحوثيين وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح. وحذروا من أن تجاهل الأمر سيؤدي خلال الفترة المقبلة إلى تطورات كبيرة، يصعب معها اجتثاث العناصر المتطرفة.