تأكيدا لما تمر به جماعة الحوثيين الانقلابية من انشقاقات، أكدت مصادر مقربة من المتمردين أن قيادة الجماعة اتخذت أول من أمس قرارا باعتقال نائب رئيس المجلس السياسي للجماعة، صالح بن هبرة، حيث تم وضعه داخل أحد المعتقلات في محافظة صعدة. وأشارت المصادر إلى أن السبب في اعتقال ابن هبرة يعود إلى مطالبته زعيم الانقلابيين، عبدالملك الحوثي، بإطلاق سراح القيادي في حزب التجمع اليمني، محمد قحطان، لتدهور حالته الصحية. مضيفة أن مراكز قوى داخل الجماعة كانت تتحين الفرص للتخلص من ابن هبرة، وما إن علمت بأنه تقدم بخطاب سري للحوثي بذلك الطلب، حتى بادرت إلى اتهامه بالعمالة، وطلبت اعتقاله، واستجاب لها زعيم الانقلابيين، وأصدر قرارا بوضعه في أحد السجون بمحافظة صعدة. اعتقال المخالفين وكان ابن هبرة قد أشاد في وقت سابق بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ووصفها بأنها أسست قواعد الدولة اليمنية، وطالب قيادة الحركة باعتمادها والتجاوب معها، حفاظا على مستقبلها السياسي. مؤكدا أن الوضع الحالي لن يوصل الحركة إلى أي نتيجة. وبسبب تلك التصريحات، تعمدت قيادة الحركة تجاهله وتهميشه، حتى أرسل خطابه الأخير للحوثي، الذي كان سببا في دخوله المعتقل. ودأبت قيادة التمرد الحوثي على اعتقال عدد من قادتها القدامى، وكَبْت أي مطالبة بتصحيح الأوضاع، مما أدى إلى انفضاض كثير من القيادات، الذين انسلخ بعضهم عن الحركة، وهاجر من اليمن، فيما فضل آخرون البقاء في منازلهم والانقطاع عن ممارسة أي عمل سياسي. الوجه الآخر للفساد شن القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، عادل الشجاع، هجوما لاذعا على جماعة الحوثيين، متهما إياها بأنها "أصبحت الفساد بذاته، رغم ادعائها الثورة ضد الفساد، ودمرت مؤسسات الدولة بدلا من إصلاحها". وقال الشجاع في منشور على صفحته بموقع فيسبوك إن استغلال الدين لتجريع الشعب اليمني مرارة الظلم ومصادرة حقوقه يعد ضربا قبيحا من ضروب الإلحاد، إن لم يكن أقبحها على الإطلاق. وخاطب زعيم التمرد بالقول "قلت لنا إنك ثائر ضد الفساد فأصبحت الفساد بذاته. وأن 3500 ريال ثمنا لدبة البترول كثير، فأخذت تبيعها بأكثر من 12 ألف ريال، تذهب إلى جيبك الخاص. وإن المؤسسات فاسدة، ولكن بدلا من إصلاحها دمرتها. فهل أنت واع بما تفعله وبالتالي تستخف عقولنا؟ أم أنك تجهل ذلك؟ وهل تدري أن عصابتك الحفاة العراة تطاولوا في البنيان ونهبوا موارد البلد؟".