أكد عدد من أهالي منطقة عسير ومن زائري المناطق الساحلية، أن السياحة الشتوية لا زال ينقصها الكثير من المقومات لتكون فاعلة وتلبي احتياجات المشتين، وصولا إلى سياحة مستدامة على مدار العام لاسيما وأن المنطقة بها تنوع تضاريسي ما بين الجبل والساحل والصحراء. إيواء المشتين بحلول موسم الشتاء تشهد مشاتي المنطقة، وتحديدا الحريضة والقحمة ومحايل والبرك كثافة في أعداد المشتين، ويشير المواطن أحمد آل جبار إلى أن الوحدات السكنية المعروضة للإيجار تتمثل في شقق مفروشة وأغلبها يوجد بها مسابح، وكذلك الشاليهات المباشرة للبحر أو القريبة منه، مبينا أن الأسعار تراوحت لليلة الواحدة ما بين 400 ريالا إلى 1000 ريال، إلا أن خدماتها لا تتناسب مع الأسعار المرتفعة. وأضاف أن موسم الشتاء يتميز بكثرة أعداد المشتين، وسيستمر خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأن موسم البرد عادة يكون طويلا في مرتفعات عسير، مما يتطلب من الجهات المعنية والقطاع الخاص إنشاء المزيد من الوحدات السكنية التي تناسب كافة الشرائح وبمواصفات راقية، مع الأخذ في الاعتبار أن تكون الأسعار مناسبة وفي متناول الجميع. أما المواطن سلمان البشري فأكد أن هناك وحدات سكنية مبالغ للغاية في أسعارها، ولا تتناسب مع نظافتها وجودتها، مشيرا إلى ضرورة قيام القطاع الخاص بدور أكبر في المنطقة لاسيما القريبة من شاطئ البحر، وذلك باستحداث مدن متكاملة تشتمل على وحدات سكنية راقية ومدن ترفيهية ومطاعم جيدة.
عزوف المستثمرين أكد رجل الأعمال علي بن ثامر قلة التسهيلات المقدمة لرجال الأعمال للاستثمار في قطاع ساحل عسير، وكذلك عزوف البعض عن الاستثمار، لاسيما وأن المنطقة تمتلك ساحلا بكرا وطويلا، إضافة إلى ضرورة قيام مدن ترفيهية، ومنتجعات سكنية، بدرجات مختلفة لتلبي احتياج كافة شرائح المجتمع، وكذلك العمل على إيجاد ملاعب ومماشي، ومطاعم راقية بمواصفات عالمية، والاستفادة من خبرات الدول في ذلك المجال، معتبرا أن الوضع السياحي الحالي في المناطق الساحلية يتمثل في وحدات سكنية مبعثرة ومعظمها غير نظيف ومبالغ في أسعارها، إضافة إلى عدم وجود مدن حديثة، تضم أسواقا راقية.
طرق مزدحمة يشير المواطن سعيد آل معيض، إلى أن الطرق المؤدية إلى مشاتي عسير لم تعد قادرة على استيعاب الحركة المرورية، على مدار العام، وفي موسم الشتاء بشكل خاص، في حين أن تلك الطرق تتمثل في ضلع وشعار والصماء، لافتا إلى أن عقبة شعار تعاني ازدحاماً كثيفا في أعداد المركبات العابرة، فضلا عن كثافة الشاحنات وكثرة حوادثها التي زادت الأمر سوءاً وخطرا، في حين تزداد المشكلة في إجازة نهاية الأسبوع. وأضاف "ليس الحال أفضل في عقبة الصماء الرابطة بين السودة وبين محافظة رجال ألمع، إذ تعد خطرة للغاية نظراً لضيق مسارها وتعرجاتها، وانحدارها الشديد، وقلما يمر يوم دون أن يشهد الطريق حادثا مروريا، في حين أن عقبة ضلع تعد أحد المحاور الرئيسة للنقل في المنطقة، ولم تشهد نقلة نوعية في مساراتها منذ كارثة السيول التي حدثت عام 1402، باستثناء بعض الإصلاحات البسيطة، وكثيرا ما يضعها موسم الشتاء على المحك، فلم تعد قادرة على استيعاب حركة العابرين". واستغرب آل معيض من عدم إيجاد بدائل أخرى للتنقل بين سراة عسير وساحل البحر، ولو كانت عن طريق الاستثمار، مثل القطارات والمترو.
متابعة النشاط السياحي من جهته أوضح مدير عام فرع هيئة السياحة والتراث الوطني في عسير المهندس محمد العمرة، أن هناك خطة لمتابعة المواقع السياحية الشتوية وتم تفعيلها عقب إجازة عيد الأضحى بواقع 10 جولات مفاجئة، شملت قرضة ومربة والحريضة والبرك والقحمة والبرك وعمق وسعيدة الصوالحة وبحر أبوسكينة، وتتواصل حاليا في محايل وبارق والمجاردة للتأكد من الأسعار والخدمات المقدمة، لافتا إلى أنه تم تحرير نحو 98 مخالفة ضبط واستدعاء، كما تم استقبال ومباشرة 22 بطاقة شكوى وتم التحقيق فيها. وفيما يتعلق بالمشروعات السياحية في مشاتي عسير أوضح العمرة أن لدى الهيئة عدة مشاريع هي: فندق وشاليهات بارق، واستراحة طريق موتيل البرك، ومنتجع "مارينا" الحريضة، وأجنحة وفلل فندقية في المجاردة. ضعف المهرجانات كشف خبير الإعلام السياحي عضو المركز العربي للإعلام السياحي خالد آل دغيم، أن الدول السياحية المتقدمة تنفرد بإقامة المهرجانات المتخصصة التي تحظى بإقبال جماهيري كبير، على اعتبار أن المهرجانات من أهم وسائل الجذب السياحي والإعلامي، عطفا على مردودها الاقتصادي، ومن أهمها مهرجانات الترفية والتسوق والرياضة والاكتشاف والمأكولات والصحاري والبحار والمنتجات الزراعية والمقومات الطبيعية والتراثية، وذلك ما تفتقده المناطق الساحلية.