عاد الجدل مجددا حول دورات الطاقة أو ما يعرف ب"العلاج بالطاقة"، حيث لقيت هذه الدورات في الآونة الأخيرة هجوما من بعض المتخصصين، ومنهم رئيس وحدة المسرطنات في قسم الأبحاث الطبية والبيولوجية في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور فهد بن محمد الخضيري، الذي اتهمها بالتسبب في إصابة بعض المتدربين بأمراض نفسية. الوهم والخلل وتنقسم التهم المسوقة إلى هذه الدورات إلى قسمين، فبعض الأطباء والباحثين يرون أنها توهم المشاركين فيها بأنها قادرة على جلب السعادة والقوة لهم، فيما يرى مختصون في العقائد الدينية أن هذه الدورات توهم مشتركيها بالسعادة وتفصل العقائد الدينية عن الكونية وتبقي المتدربين يعيشون أوهاما كبيرة عقب انتهاء الدورة. وبدأت قصة دورات الطاقة عندما غرد الخضيري عبر حسابه في "تويتر" عنها قائلا: "رسالة حزينة وصلتني من فتاة وآخرون يشكون من أمراض نفسية ووسواس وخوف من المجهول واضطراب في الشخصية تحولت إلى مرض نفسي بسبب دورات في الطاقة وقانون الجذب". سلاح ذو حدين يقول أحد المتخصصين في دورات الطاقة والعلوم الحديثة الدكتور سامح أبو النيل إن جميع العلوم الحديثة سلاح ذو حدين ويستطيع الإنسان استخدامها فيما يسره ويستطيع أن يستخدمها فيما يضره، لكن من البديهي أن ينوه المدرب أو المحاضر بهذا الجانب حتى يعلم المتدرب أي مجال سيتدرب فيه، ويعلم من هذا العلم ما ينفعه وما يضره، وذلك حتى يتمكن من تصنيف العلوم التي يتلقاها، فيأخذ منها ما يتوافق مع العلوم والسنة ويبتعد عما يخالفهما. شر محض الباحثة المتخصصة في الفكر العقدي والأديان والمذاهب المعاصرة الدكتوره فوز عبداللطيف كردي أكدت أن هذه الدورات تتضمن تطبيقات وممارسات وفلسفات ظاهرها خير، حيث يزعم العاملون عليها أن فلسفتها تتلخص في أن الله قد جعل في الكون طاقة كونية عليا والإنسان بحاجة دائمة إلى تدفق هذه الطاقة الحيوية في بدنه للسلامة من الأمراض البدنية المستعصية، والوقاية من الاضطرابات النفسية والاكتئاب، مشيرة إلى أن حقيقة هذه الدورات بممارساتها وفلسفاتها ما هي إلا شر محض. وقالت في تبريرها سوء مثل هذه الدورات أن فكرة الطاقة الكونية فيها هي في الحقيقة فلسفة بديلة لعقيدة الألوهية، وتعتمد على تصور خاص للكون والحياة وعلاقة الإنسان بالكون حسب تصور الطاوية (دين الصين القديم)، أما مدربوها فهم مشارب وأصناف، منهم جهال مفتونون يظنونها الظاهر البراق، ومنهم تجار مبتزون همهم الربح المادي وسلب أموال الناس بالباطل. وعن النتائج العكسية لمثل هذه الدورات، قالت كردي إنها كثيرة، مضيفة "لم نشهد على أرض الواقع ما وعدوا به من التميز ولا الصحة ولا السعادة والقوة، بل إن مراجعات المتدربين للمختصين والمستشارين النفسيين والعيادات الطبية بعد انتكاساتهم يحتاج إلى دراسات إحصائية تجمعه لتبرز عظم الخطر". وتابعت "هذا إضافة إلى ما ظهر بوضوح من خطر على العقيدة الصافية وتلوثها عند المتعرضين لهذا بمفاهيم الهندوسية وفلسفات الطاوية وتطبيقات البوذية المتنوعة". وقالت الدكتوره إن مخالفات المدربين في هذه الدورات كثيرة، منها فقط ما يتعلق بالدين مثل ممارسة الطقوس الدينية الروحية الشرقية كاليوجا والتنفس التحولي والتأمل التجاوزي، بل واعتقاد بعضهم بوحدة الوجود وقوانين الجزاء الهندوسية.