وصف الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، من يسرق الآثار، بمن يقطع لحمه بنفسه. وقال في تصريح إلى "الوطن" أمس: لدينا الآن موافقة من مجلس الوزراء على إدراج 11 موقعا أثريا لقائمة التراث العالمي، ونحن نعمل من أجل تسجيل أكبر عدد ممكن. وأضاف: هناك مواقع أثرية مهمة في جميع مناطق المملكة، ووجود هذه المواقع في الجزيرة العربية ليس مفاجأة بالنسبة لنا، ولكن المفاجأة أن المواطن لا يعرف عنها كثيرا، إذ كانت تعدّ من الأشياء السرية التي لا نعلنها، وهذا خطأ تاريخي يجب ألا يتكرر. وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يؤكد دائما على أهميه أن يرتبط المواطن بتاريخ بلده العريق. وأضاف: يوجد لدينا حاليا 35 فريقا علميا دوليا، يعمل مع خبراء سعوديين، ومع ذلك ما زلنا في بداية الطريق، وهناك تحول كبير في الاهتمام بالآثار، وهناك متابعة أمنية صارمة لكل ما يتعلق بآثار وتراث المملكة. جاء ذلك، خلال زيارة الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لمدينة "جبة"، 109 كلم شمال منطقة حائل، والمدرجة ضمن قائمة التراث العالمي. وقال: هذه الزيارة هي جزء من عملنا، وأتت بتنسيق مع أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن، و"جبة" لها حضورها في تاريخ الوطن قبل أن تسجل في قائمة التراث العالمي، ففيها استكشافات أثريه تعود إلى 10 آلاف سنة. وأضاف: تزخر المملكة برسومات صخرية أثرية كثيرة وعريقة، وتم الكشف حديثا عن 300 لوحة جديدة، سيقوم الخبراء بدراستها. وتابع: هذه الآثار ملك لنا جميعا، وجزء من تاريخنا، ويجب علينا جميعا أن نقف وقف وقفة واحدة، وعند خسران هذا التاريخ فقد خسرنا كثيرا، فقد نجد أنفسنا يوما من الأيام دون مواقع أثرية تدل على التاريخ الحضاري العريق لهذه البلاد، فكل حجر أو رسم يعبر عن تاريخ للمكان، ومن ينبش أو يسرق شيئا من هذه الآثار فكأنه يقطع جزءا من لحمه. وختم تصريحه بالقول: أنا سعيد أن لدينا فرقا سعودية مميزة للتنقيب عن الآثار، فالطالب السعودي في كليات الآثار لا يتخرج إلا بعد أن يضع يده في تراب بلاده، خلال العمل الميداني.