كعادتها في محاولات الاستفزاز والتدخل في شؤون غيرها، استبقت طهران مؤتمر توحيد المعارضة السورية المزمع عقده خلال الأيام المقبلة في الرياض، إذ أطلق بعض مسؤوليها تصريحات معادية للمؤتمر بهدف تسجيل الحضور. وتحفظ المسؤولون عن سبب معارضتهم المؤتمر الذي توافق العالم على عقده، لتشكيل رأي موحد للمعارضة في مواجهة نظام الأسد قبيل مفاوضات الحل النهائي. فيما جددت الإدارة الأميركية، تأكيداتها بأن الغارات الجوية التي تشنها المقاتلات الروسية في سورية، تستهدف فصائل المعارضة السورية المعتدلة، بدلاً من تنظيم داعش الإرهابي، وأن التنظيم هو المستفيد من ذلك، واصلت إيران محاولة ضرب المعارضة السورية، وإعاقة الجهود الرامية إلى توحيدها، في المفاوضات المزمع إجراؤها قريبا في العاصمة الرياض. وسارع مسؤولون إيرانيون - كالعادة - إلى إطلاق تصريحات مناهضة للمؤتمر الذي سيعقد الأسبوع الجاري، وتستضيف فيه المملكة عددا من شخصيات فصائل المعارضة، لمحاولة اتفاقهم على رؤية مشتركة يحملونها خلال المفاوضات مع النظام، وقالت التقارير إن المسؤولين الإيرانيين لم يوضحوا أسباب مناهضتهم للاجتماع. وكانت المملكة وجهت الدعوة إلى 65 شخصية من المعارضة للاجتماع في الرياض، لتوحيد جماعات منافسة قبل جولة قادمة من محادثات السلام، بينما أشارت تقارير إلى أن الرقم قد يصل إلى 100 معارض لنظام الأسد. وقال العضو في الائتلاف السوري، سمير نشار، إن "مؤتمر الرياض سيعقد يومي الثامن والتاسع من الشهر الحالي، وقد يطول أكثر من ذلك"، كما أكد القيادي في مؤتمر القاهرة، هيثم مناع، الذي يضم معارضين داخل وخارج سورية، أن اللقاء سيعقد خلال يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، رفض الكشف عن اسمه، إن هناك أدلة دامغة تثبت أن الغارات الروسية تستهدف فصائل المعارضة المعتدلة، بدلًا من تنظيم داعش، وذلك في إطار دعم موسكو للنظام بدمشق. وأضاف أن اتخاذ خطوات تسهم في بقاء النظام سيؤدي إلى استمرار العداء بين فئات الشعب السوري، وأن ذلك سيقف عائقا أمام مكافحة داعش.
تصعيد ضد داعش قال مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إنه زار حاملة الطائرات شارل ديجول، المتمركزة قبالة الساحل السوري، كما التقى العسكريين المشاركين في تصعيد المعركة ضد تنظيم داعش". في الأثناء، صادق مجلس النواب الألماني، أمس، على مشاركة قوة ألمانية يصل عددها إلى 1200 عسكري في عمليات الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسورية. ومن أصل 598 نائبا شاركوا في التصويت، صوت 445 لمصلحة العملية، ومن المقرر أن تنشر ألمانيا قوة من 1200 جندي كحد أقصى عام 2016، في أكبر مهمة للقوات الألمانية خارج البلاد. وستضم هذه القوة ست طائرات تورنادو مكلفة بمهمات استطلاعية في سورية، وفرقاطة تنضم إلى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول.
لا اعتذار لروسيا أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن الطيران الحربي نفذ عدة غارات على مناطق في الغوطة الشرقية، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وفقدان عشرات آخرين، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية، عقب قصف الطيران المروحي بأربع براميل متفجرة لمناطق في المدينة. من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو "نتشرف باستضافة إخوتنا السوريين، الذين هربوا من نظام وحشي، ومن منظمات إرهابية قاتلة ووحشية"، مشيرا إلى وجود حوالي 2.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، يمثلون ما بين 10 إلى 15 % من تعداد الشعب السوري، مكررا تأكيد تركيا على عدم الاعتذار لروسيا على إسقاط طائرتها الحربية قرب الحدود. وأضاف أوغلو، في كلمة ألقاها، أمس، أمام الأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذرية باكو، "استخدمنا حقنا المشروع في الدفاع عن النفس في مواجهة طائرة مجهولة الهوية، ولا يمكن لأحد أن يلقي باللوم علينا لفعل ذلك".