اعترض رجال قبائل بني ظبيان تعزيزات لجماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم حاولت التقدم نحو محافظة مأرب اليمنية، ودمّروا آليات للجماعة وعربات عسكرية بالتزامن مع غارات للتحالف استهدفت مواقعها في مديريات «خولان» و «الحصن» و «جحانة» جنوب شرقي صنعاء. في غضون ذلك واصلت «المقاومة الشعبية» وقوات الجيش الوطني والتحالف التقدّم جنوب شرقي تعز، بعد السيطرة على مناطق القبيطة وكرش والشريجة، ووصلت إلى مشارف مدينة الراهدة. وتشهد المناطق المحيطة بالراهدة اشتباكات عنيفة فيما تواجه ميليشيات الجماعة المتمردة أوضاعاً صعبة بعد دحرها من مواقع كانت تسيطر عليها وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة» إن المعارك محتدمة في منطقة «الجربوب» على بعد خمسة كيلومترات من تعز، وهناك حركة نزوح لسكان مدينة الراهدة، فيما ينتشر الحوثيون في الشارع العام ويتمركزون في عدد من المنازل والمحال التجارية. وفتحت قوات المقاومة جبهة جديدة للمواجهة مع الجماعة في المناطق الواقعة بين كرش وخدير في اتجاه ماوية. وتعرّضت مواقع المتمردين لقصف مدفعي من القوات الشرعية ومن طائرات التحالف العربي، وسيطر الجيش و «المقاومة الشعبية» على مواقع في محورين يطلاَّن على مديرية الراهدة وماوية بتعز، بعد فرار ميليشيا الحوثيين وعلي صالح وتكبيدها خسائر ضخمة. وفي محافظة الضالع الجنوبية أفادت مصادر المقاومة بأن مقاتليها «تقدّموا في اتجاه جبل كنة، بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين الذين تراجعوا شمالاً نحو مدينة دمت». إلى ذلك، قصفت المدفعية السعودية مساء أمس مدينة حرض وحجة والملاحيط في اليمن. وطاول القصف موقعاً للحوثيين في منطقة المزرق يقوده عبدالقادر الحوثي (أخو زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي)، ولكن لم يُعرف مصيره ومن معه من القيادات. وأوضحت مصادر أن الحوثي حضر لاجتماع مع قادة للجماعة في المزرق بعد تناقص أعداد المقاتلين على الحدود السعودية وهرب المتبقين من مواقع القتال. ويجنّد الحوثيون أفارقة بعد إغرائهم بالمال، ويتم تدريبهم قرب جبل في اتجاه شفر شرق الطريق العام المؤدي إلى الحديدة. وتمكّن كثيرون من الأفارقة من الفرار إلى المرتفعات في اتجاه صعدة، بعد أن يئِسوا من إمكان التسلُّل إلى حرض. وتمكنت القوات السعودية من تدمير آليات عسكرية وقتل 70 من مسلحي الحوثيين على الحدود أول من أمس، فيما قضت طائرات «الأباتشي» على من حاول الفرار في اتجاه مرتفعات رازح والحثيرة التابعة لمحافظة الموسم السعودية. سياسياً، غادر وفد من الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح صنعاء أمس، إلى العاصمة العُمانية مسقط للقاء المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتشاور حول مفاوضات «جنيف 2» المرتقبة مع الحكومة الشرعية. وقال الناطق باسم الحوثيين، أحد أعضاء وفدهم محمد عبدالسلام، إنهم تلقوا ردوداً إيجابية من ولد الشيخ على الملاحظات التي قدّموها على جدول الأعمال، وأشار إلى تلقّي الجماعة توضيحات من دول أوروبية حول رؤيتها إلى أوضاع اليمن.