لم يمهل الحوثيون تلك العجوز الثمانينية من إكمال أداء صلاة المغرب، بل بادروا بطردها ثم تفجير منزلها، فيما برر أحد أفراد عائلتها التابعين لجماعة الحوثي ذلك بحجة عدم امتلاكهم للمنزل. المتمرد علي العماد حاول تبرير ما قام به الحوثيون عن طريق إنكار ملكية المنزل الذي قال إنه تحول إلى مركز ولم يكن يسكنه أحد، إلا أن عمه عبدالرحمن العماد فند مزاعمه، مؤكدا أن عمة المتمرد البالغة من العمر 80 عاما كانت داخل المنزل وأرغمت على قطع صلاتها. من جانبه، هاجم القيادي الحوثي المنسلخ علي البخيتي صديقه العماد، واصفا إياه بالعاجز الذليل أمام اعتداء الحوثيين. خلافات داخلية كثيرة بدأت تظهر داخل حركة التمرد الحوثي، ونزاعات تفجرت بسبب إقدام الجماعة المتمردة على تفجير منازل عدد من معارضيها، وبينهم أقارب شخصيات تتبوأ مناصب قيادية داخل الحركة الانقلابية، على غرار ما حدث عقب إقدام الحوثيين على تفجير منزل خصمها اللدود، عبدالرحمن العماد في قرية الصبار بمديرية الرضمة في محافظة إب، رغم وجود ابن أخيه القيادي في الجماعة علي العماد. وفجرت الحادثة خلافا داخليا كبيرا، أججته رسالة مؤثرة، نشرتها بنات وحفيدات يحيى حسن العماد، أشرن فيها إلى مبادرتهن بإيواء بنات الحوثي، عندما كان المخلوع صالح يطارد أسرتهن، وكان جزاؤهن تفجير منزلهن على أيدي ميليشيات عبدالملك. محاولات التبرير حتى الرسالة لم تسلم من محاولات تشويش عليها، ففيما حاول المتمرد علي العماد التقليل من شأن الحادثة، مشيرا إلى أن المبنى الذي تم تفجيره ليس منزلا إنما مركز، ولم يكن ملكا للأسرة، تشير الرسالة بوضوح إلى أنه منزل كانت بنات العماد يقطنه، ومع اعترافه بصحة الرسالة، إلا أنه هوّن من تأثيرها، قائلا في تصريح إلى "الوطن" إن بعض ما جاء فيها "به كثير من المناكفات". بدوره، أكد عبدالرحمن العماد أن المنزل الذي تم تفجيره يعود إلى والده، وكان في الأصل ملكا للأسرة، قبل أن يقوم بشرائه من بقية الورثة، وكانت تستخدمه شقيقته التي تجاوزت 80 عاما، وقال في تصريح إلى "الوطن": "حضر الحوثيون إلى المنزل بعد صلاة المغرب، وقاموا بإخراجها من المنزل، ورفضوا السماح لها بإكمال الصلاة، وهي الوحيدة التي كانت تقيم في هذا المنزل ولا يسكن معها أحد".ونفى العماد علمه بالرسالة المتداولة، مشيرا إلى أن هناك موجة حزن تسود أفراد أسرته، بسبب إقدام المتمردين على تفجير منزل والدهم، وقال "رغم ملكيتي للمنزل، إلا أن بقية أفراد العائلة كانوا يأتون إليه في الإجازات، ولديه قيمة كبيرة في نفوسهم، وكانوا يعتبرونه منزل العائلة". تقريع وتوبيخ دخل القيادي السابق في جماعة الحوثي علي البخيتي على الخط، موجها اللوم الشديد لزميله علي العماد، على حالة الخنوع التي يعيشها، ورضوخه لاعتداءات التمرد، وخاطبه في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، بعنوان "شفت يا صاحبي؟". وقال البخيتي في منشوره "وصلت القاطرة إلى منزل جدك الذي يسكن فيه عمك وفجرته، وأصبحت عاجزا حتى عن التضامن مع نفسك وإخوانك وعمك وبنات عمك وزوجة عمك التي أكلت وشربت من يديها لسنوات". ومضى قائلا "أرأيت كيف تدور عجلة الإرهاب إلى أن تصل إلى من يعمل معها ويتحدث باسمها؟ أرأيت الذل في عينيك وأنت عاجز حتى عن إنصاف نفسك وعمك وأسرته؟". ومضى البخيتي قائلا "أعرف أنك تريد أن تصرخ وتقول "لااااااا" بصوت يسمع العالم، لكنك عاجز محبط ذليل. تشجع يا صديقي وقل: لا. فعبدالملك ليس إلها، وتطرف الحركة ليس قرآنا منزلا. استعد كرامتك أمام نفسك وأمام عمك وأسرته. ما ثمن كل المهانة التي أنت فيها؟. ستفقد السلطة التي في يدك كمسؤول عن الرقابة الثورية؟ وما فائدة سلطة لم تمكنك من الدفاع عن منزل أسرتك؟ ما فائدة سلطة تجعلك تخجل حتى من النظر إلى والدك وإخوانك وعمك وأسرته؟ استعد حريتك من العبودية التي أنت فيها، فالحرية لا ثمن لها".