واصلت قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة تصديها للمحاولات الإيرانية الرامية إلى إرسال أسلحة لحلفائها المتمردين الحوثيين، لمساعدتهم على الخروج من الحصار الذي باتوا يعانون منه، بسبب الضربات القوية التي وجهتها لهم قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، وكذلك الضربات الساحقة التي توجهها لهم طائرات التحالف. وأشارت مصادر إلى أن قوات التحالف أحبطت أول من أمس محاولة إيرانية لإدخال سفينة أسلحة لمواقع الانقلابيين، عبر ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون، حيث أوقفت قطع بحرية سفينة إيرانية كانت تحاول التسلل إلى الميناء، مضيفة أن السفينة رفضت في البداية الاستجابة للتعليمات التي وجهتها لها القطع البحرية، مما اضطر الأخيرة إلى إطلاق زخات من الرصاص لتحذيرها، فأذعنت آخر الأمر. وبعد تفتيشها عثر بداخلها على كميات كبيرة من القذائف والذخائر. اعترافات تفصيلية وتابع المصدر بالقول إن تحقيقا أوليا فتح مع طاقم السفينة، الذي اعترف بأن جهة القدوم هي إيران، وأن تجار أسلحة تعاقدوا معهم لإيصال الحمولة إلى الحوثيين، مشيرا إلى أنه تم توثيق كل تلك الاعترافات وتحريز حمولة السفينة، تمهيدا لإكمال الإجراءات القانونية المطلوبة في مثل هذه الحالات. بدوره، قال المركز الإعلامي للمقاومة نقلا عن مصادر لم يسمها في قيادة العمليات العسكرية إن قوات التحالف العربي شددت خلال الفترة الماضية من وتيرة مراقبتها لكافة المنافذ اليمنية، برا وبحرا وجوا، بعد تزايد محاولات تهريب الأسلحة للانقلابيين الحوثيين، وهو ما يؤكد أن التمرد بات يعيش آخر أيامه، وأنه يشهد حالة تراجع متواصلة على كافة جبهات القتال. تناقص المقدرات وكان محللون سياسيون يمنيون قد توقعوا تزايد المحاولات الإيرانية الفاشلة لإنقاذ الحوثيين، مشيرين إلى أن الهزائم الأخيرة التي مني بها الانقلابيون تعود بدرجة رئيسية إلى تناقص الأسلحة التي كانوا يحتفظون بها، والتي نهبوها من مخازن الجيش بعد اجتياحهم صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام الماضي، بعد تزايد المواجهات، إضافة إلى تدمير طائرات التحالف العربي للعديد من مخازن الأسلحة العائدة للتمرد، خاصة بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة، وإحداثيات مفصلة، توضح أماكن تلك المواقع، ونوعية الأسلحة الموجودة بها وكمياتها. وأضافوا أن أيام الانقلابيين باتت محسوبة، لذلك فإن الفرصة سانحة أمام المقاومة الشعبية وقوات التحالف لتوجيه ضربة قاضية، تدفعهم لإعلان هزيمتهم رسميا وانسحابهم من المدن والمحافظات التي اجتاحوها.
نهاية أمد التمرد يرى المحلل السياسي سامي العليمي أن النظام الإيراني لم يكن في يوم عامل استقرار، ولم يتوقف عن محاولات بث الفتنة والفرقة في صفوف اليمنيين، عبر إرسال الأسلحة لحليفه الانقلابي، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "طهران تدرك أن الهزيمة تحاصر الحوثيين من جميع الجهات، وهي على ثقة أن هذه العمليات لن تنقذه، حتى لو نجحت في إيصال السلاح له، لكنها تهدف من محاولاتها إلى تحقيق هدف واحد، هو إطالة أمد الأزمة، لإحداث أكبر ضرر ممكن على المواطنين". ودعا العليمي إلى التسريع بتوجيه ضربات قاضية للانقلابيين في كافة جبهات القتال، مشيرا إلى أن من شأن ذلك أن يكتب نهاية التمرد، لاسيما أنه يعيش أضعف فتراته، وتابع "الدور الذي تقوم به قوات التحالف جوهري ورئيسي لإضعاف المتمردين وإنهاك قواهم، ولكن ينبغي توجيه الضربة القاضية لهم، فهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، ولن يصمدوا كثيراً.