واصلت طائرات التحالف العربي مصادرتها وتدميرها الأسلحة التي ما فتئ النظام الإيراني يحاول تهريبها إلى حليفه الحوثي في اليمن، وبثت مصادر إعلامية تسجيلا مصورا يوضح استهداف قارب متوسط الحجم، برفقته قاربان صغيران بصاروخ أطلقته إحدى مروحيات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، ما أدى إلى تدمير القوارب الثلاث تماما. بدوره، قال المركز الإعلامي للمقاومة إن القوارب الثلاثة كانت تحمل أسلحة وذخائر إيرانية للمتمردين الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، مشيرا إلى أن معلومات تفصيلية وصلت إلى قيادة التحالف التي تتبعت الزوارق، وعند وصول المروحيات إلى مكانها، قبالة ميناء الحديدة، طُلب منهم التوقف والتوجه إلى منطقة محددة، لكنها رفضت الامتثال للتعليمات وزادت سرعتها بغرض الهرب، ما دفع قيادة التحالف إلى اتخاذ قرار بتدميرها، وهو ما حدث بالفعل. محاولات فاشلة وفيما لم يصدر أي تعقيب رسمي من التحالف أو من المتمردين، قال المركز الإعلامي إن المحاولات الإيرانية لتهريب الأسلحة للانقلابيين لم تتوقف خلال الفترة الماضية، وإن قيادة التحالف العربي ظلت تحبط تلك المحاولات المتكررة، التي حاولت استغلال الحدود البرية تارة والبحر تارة أخرى، إلا أنها فشلت في إيجاد أي منفذ يمكنها من الوصول إلى المتمردين. وتوقع المركز أن تتواصل هذه المحاولات بوتيرة أسرع خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها الانقلابيون الذين انقطع عنهم الدعم العسكري منذ بدء عمليات عاصفة الحزم في السادس والعشرين من مارس الماضي، إضافة إلى فقدانهم معظم الأسلحة والذخائر التي استولوا عليها من مخازن الجيش اليمني عقب اجتياحهم العاصمة صنعاء، وذلك بسبب الضربات المكثفة التي توجهها لهم مقاتلات التحالف العربي. الإضرار بالمدنيين بدوره، قال المحلل السياسي نجيب السامعي، إن طهران لم تكن في يوم عامل استقرار، ولم تتوقف عن محاولاتها الرامية إلى إطالة أمد المعاناة التي يعيشها اليمنيون بسبب انقلاب حليفهم الحوثي على الشرعية الدستورية، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن"، "النظام الإيراني يدرك أن الهزيمة تحاصر عميله الانقلابي من جميع الجهات، وهي على ثقة أن هذه العمليات لن تنقذه، حتى لو نجحت في إيصال السلاح إليه، لكنها تهدف من محاولاتها إلى تحقيق هدف واحد، هو إطالة أمد الأزمة، لإحداث أكبر ضرر ممكن على المواطنين". وتابع "الدور الذي تقوم به قوات التحالف جوهري ورئيس لإضعاف المتمردين وإنهاك قواهم، ولكن ينبغي توجيه الضربة القاضية له، فقد بات في أضعف حالاته، وليس بإمكانه الصمود، وعلى الحكومة الشرعية أن تتوقف عن التجاوب مع دعوات الحوار التي تقودها الأممالمتحدة وتنشط فيها، كلما حققت المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية نصرا رئيسا. فكلما يشعر المبعوث الدولي بأن نهاية التمرد باتت حتمية، يسارع إلى تنشيط مساعيه لوقف العمليات، وهو ما يستفيد منه الانقلابيون في التقاط أنفاسهم، لهذا فمن الضروري تسريع عمليات تحرير بقية المدن والمحافظات التي ما زالت في أيدي الانقلابيين".