بمجرد أن بدأت قوات التحالف العربي عملياتها في محافظة مأرب، أول من أمس، سارعت ميليشيات المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، إلى الفرار، مخلفة أسلحتها في مواقع المواجهات، بعد أن أخلت مواقعها في جبهات عدة من المحافظة. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن عمليات الفرار الجماعي للميليشيات المتمردة من المحورين الشمالي والغربي للمحافظة، حدثت بسبب ضغط الهجوم الواسع للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، إذ أطلقت أسلحتها نحو الانقلابيين، بعد تأمين غطاء جوي كثيف بواسطة طائرات التحالف الذي تقوده السعودية لدحر المتمردين من محافظة مأرب الاستراتيجية المحاذية لصنعاء. غطاء جوي كثيف وكانت قوات التحالف والمقاومة الشعبية بدأتا أول من أمس عملية استرداد محافظة مأرب من الانقلابيين، وشنتا كثيرا من العمليات العسكرية التي أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات من الانقلابيين. وبدأت العمليات بمجرد إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي رفضه التفاوض مع عناصر الميليشيات، إلا بعد اعترافها بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والبدء في تنفيذه. وفي ساعات قلائل من بدء العمليات في مأرب، تمكنت قوات التحالف من تحقيق تقدم كبير في جميع الجبهات، إذ وصلت إلى تبة البس التي كانت تحت سيطرة الانقلابيين، وقطعت عليهم طريق خط الإمداد المؤدي إلى منطقة حمة المصارية، أحد أهم المواقع التي يتمركزون فيها، بعد أن قصفت طائرات الأباتشي الموقع بشكل مكثف، ما أسفر عن تدمير آليات للميليشيات، وقال شهود عيان إن ألسنة اللهب تصاعدت فوق المكان، كما سمع دوي انفجارات مستمرة جراء استهداف الطيران آليات ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين. مواجهات عنيفة وقالت المصادر إن مواجهات عنيفة دارت في جبهات عدة من بينها جبهة الدشوش الواقعة في الجهة الشمالية لمدخل المدينة على الخط الرابط بين محافظتي مأرب وصنعاء، وخلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين وقوات صالح. وفي جبهة الجفينة لم يتغير الوضع، إذ فر العشرات من مسلحي الحوثي وقوات صالح من مواقعهم، إثر القصف المدفعي المركز الذي شنه الجيش الوطني عليهم. وأوضحت المصادر أن طيران التحالف العربي حلق فوق سماء المحافظة بشكل كثيف. ووصف محللون الفرار الجماعي الذي مارسه الانقلابيون بأنه "أكبر مؤشر على تدهور حالتهم المعنوية"، مشيرين إلى أن الهزيمة باتت تطبق على الانقلابيين من جميع الجهات. هزيمة نفسية وقال المحلل السياسي سامي الزايدي "الانسحاب بمجرد بدء المعركة لا يعني إلا أن الروح المعنوية للمقاتلين في أدنى درجاتها، وأنهم هزموا نفسيا قبل أن يهزموا في ميدان القتال". وهذه الحالة المتدنية تعاني منها ميليشيات الحوثي وفلول المخلوع صالح منذ فترة طويلة، وتكرر سيناريو انسحابهم السريع في لحج وأبين، وكذلك في قاعدة العند الجوية التي استعادها الثوار، إذ ألقوا أسلحتهم وسلموا أنفسهم للثوار منذ اللحظات الأولى لبدء المعركة، وهذا يعني أحد أمرين: إما أن الخوف سكن في قلوبهم بسبب الاستعدادات الضخمة لقوات التحالف، والآليات الحديثة التي بحوزتهم، والأعداد الضخمة من الجنود الجاهزين لمنازلتهم، وإما أنهم أكرهوا على الانضمام إلى قوات التمرد، ويقاتلون في صفوفه على مضض، وكلا الأمرين جائز".