لم تكتف ميليشيات التمرد الحوثي وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح بالأزمة الإنسانية التي تسببت فيها، والمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، جراء سياساتها الخاطئة، بل تعمدت حرمان اليمنيين حتى من الإغاثات الإنسانية التي ترسلها لهم الهيئات الدولية والدول المانحة. ففي محافظة ريمة، غرب اليمن، سارعت ميليشيات الانقلابيين في وقت متأخر ليل أول من أمس إلى مصادرة قافلة مساعدات إغاثية وإنسانية، بدعوى وجود أسلحة. وأشار مصدر محلي إلى أن نقطة تابعة للميليشيات استوقفت قافلة المساعدات القادمة من مدينة الحديدة والمكونة من 12 شاحنة كانت تقل مواد غذائية ومساعدات إنسانية مقدمة من منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة، ليتم توزيعها على المواطنين الذين تضرروا بفعل الأزمة التي تسببت فيها الحرب. مزاعم باطلة وأضاف المصدر أن عناصر التمرد استوقفوا القافلة، التي كانت تسير في الطريق العام، وفي منتصف النهار، واحتجزت عددا من الناشطين الذين كانوا يرافقونها، مدعية أن تلك الشاحنات تحتوي على أسلحة. وعندما طلب منهم بعض الناشطين تفتيش حمولة السيارات أمامهم، رفضوا واعتدوا عليهم لفظيا، قبل أن يقوموا بمصادرة محتوياتها، كما تحفظوا على الناشطين. وكانت أوساط إعلامية تابعة للتمرد قد زعمت نقلا عن مصدر أمني في محافظة ريمة أن أجهزة الأمن وما يسمى ب"اللجان الشعبية" في المحافظة تمكنت من ضبط شحنة أسلحة ضمن قافلة المساعدات. وهو ما نفته المقاومة الشعبية التي أعلنت أنها ليست في حاجة لاتباع مثل تلك الأساليب لإيصال الأسلحة للثوار، مشيرة إلى أن ما ادعته سلطات الحوثيين ليس سوى ذريعة لتبرير استيلائهم على شاحنة المساعدات التي كان القائمون عليها يهدفون إلى توزيعها على المدنيين، للمساهمة في رفع المعاناة عنهم. استئثار ومحاباة ودأب الانقلابيون على مصادرة معظم المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الدول والمؤسسات المانحة، وحولوها لمصالحهم الشخصية، واستأثروا بها، ووزعوها على منسوبيهم، أو حولوها للبيع في السوق السوداء، تحت مرأى ومسمع السلطات الرسمية. وكان المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، اتهم المسلحين الحوثيين بعرقلة وصول المساعدات إلى اليمن، مؤكدا أن المواد الإغاثية توزع دون أي انحياز، وداعيا إلى هدنة يحترمها الجميع. وقال في مؤتمر صحفي بنيويورك، عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه بحث مع مسؤولي المنظمة الدولية توفير ضمانات لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، داعيا إلى محاسبة من يعترض المساعدات في إطار القانون الدولي. وأكد أن المركز يوزع مساعداته الإنسانية للجميع، ودون الانحياز لأحد. وقال "المركز محايد ولا شأن له بالسياسة، نحن نساعد كل من هم بحاجة إلى مساعدة، أينما كانوا، لكن نؤكد أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، تحترمه كل الأطراف". واستدرك بالقول "رغم هذه الدعوة، إلا أنه لا يمكن الوثوق بالحوثيين، في ظل التجارب السابقة".