أكد ل «عكاظ» عدد من المختصين أن تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس مركز الأعمال الإغاثية بالرياض، وإعلانه عن تخصيص مليار ريال، يمثل تأكيدا على دور المملكة الرائد في مجال الأعمال الإنسانية والإغاثية. وقالوا إن مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية سينعكس إيجابا على الأوضاع في اليمن، وستكون له إسهامات بارزة في هذا المجال على المستوى العالمي، استكمالا لمسيرة المملكة في هذا المجال وحرصها على تخفيف معاناة الشعوب المنكوبة في مختلف أنحاء العالم. وأكد اللواء صابر السويدان أن الجميع كان يدرك حاجة اليمن لمساعدات إنسانية عاجلة وهذا ما أدى إلى بدء مرحلة إعادة الأمل، وازدادت حاجة المواطنين اليمنيين إلى مساعدات طبية وغذائية بعد قيام الميليشيات الحوثية بوقف إيصال المساعدات الإنسانية من غذاء وأدوية بقصد الضغط على السكان مما زاد من معاناه المواطنين، ولا شك أن إعلان خادم الحرمين الشريفين عن إنشاء مركز الأعمال الإغاثية سيساهم في إنقاذ عدد من الأشقاء الأبرياء الذين تحاول ميليشيات الحوثيين الضغط عليهم عبر وقف إيصال ما يحتاجونه من أغذية وادوية. تراجيديا الدمار من جهته، أوضح المحلل السياسي الدكتور عبدالهادي العجمي أن المركز يمثل التصور الإيجابي الذي يحمله الانحياز الخليجي لصالح الشرعية، فالخليجيون يعملون على إعادة التوازن لصالح الشرعية وحماية اليمن من التدخلات الإيرانية، وفي خط آخر يحاولون إنقاذه من تراجيديا الدمار التي يقودها المتمرد الحوثي والمخلوع علي صالح. وأضاف العجمي أن البعد الإنساني لهذا المركز هام جدا، كونه سيكون دلالة على أهمية العمل المباشر لتخفيف المعاناة وللحفاظ على الصورة التاريخية للخليج والمملكة بالدرجة الأولى كمصدر للخير، رغم محاولة قوى التخريب تعطيل الجهود الإغاثية والإنسانية. ملتقى للمانحين بدوره، أوضح الكاتب والباحث محمد العمر أن المملكة عندما قررت إطلاق عاصفة الحزم عسكريا بالتنسيق مع دول التحالف، لم تهمل ولا للحظة الجانب الإنساني، بل كان ذلك ضمن أولويات اهتماماتها، حتى إن العمليات التي تستهدف الحوثيين كانت تتجنب المناطق التي يقطنها مدنيون. وأكد أن المركز الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين، يعطي دورا مهما وبارزا يستكمل مسيرة المملكة الإنساني الذي يشمل كل المناطق على وجه الأرض التي يلاقي فيها الإنسان ضررا سواء بسبب كوارث طبيعية أو بفعل البشر، وأعتقد أن هذا المركز سيلاقي دعما سخيا من قيادتنا الكريمة، وأيضا قد يكون ملتقى للمانحين تجتمع فيه لحمة العمل الخيري والإنساني الدولي، ومنطلقا لإيصالها لذويها من خلال جسر جوي وبري وبحري. أما الإعلامي اليمني فيصل الحذيفي فيقول: سيكون للمركز الإغاثي أثر كبير على المستويين الإنساني والعملياتي على الأرض، فلا شك أن حصار الحوثيين للمدن أحدث فجوة غذائية حادة حيث نفدت المواد التموينية والاستهلاكية وانعدمت المشتقات النفطية من محطات الوقود، وتأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين لتبعث الأمل في نفوس اليمنيين مجددا وترتفع معنويات المقاتلين على مختلف الجبهات. مركز دولي ويرى أستاذ الإعلام الدولي في الجامعة الخليجية بالبحرين الدكتور محمد فياض أن تدشين خادم الحرمين الشريفين لمركز الأعمال الإغاثية والإنسانية بداية محمودة خاصة أن المركز سوف يعطي للأمم المتحدة دورا مهما في إدارته ومتابعة نشاطاته الأمر الذي سوف يعطيه بعدا دوليا واستحسان القوى الكبرى فضلا عن منظمات الإغاثة الإنسانية، على أن انعكاس هذا القرار على الشأن اليمني سيكون كبيرا ومهما، فهو سيفتح المجال عربيا وإسلاميا ودوليا لدعم الشعب الشقيق وتقديم الاحتياجات الأساسية له بما يحفظ كرامته ويعيد ترتيب صفوفه نحو تجاوز أزماته والبحث عن الحلول الدائمة لإنقاذه وبناء جسور التنمية المستدامة نحو أفق جديد سيكون مفتاحه من المملكة العربية السعودية، وغايته انخراط اليمن في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.