مخاوف عديدة تجتاح مواطني محافظة عدن، بسبب تزايد أعمال العنف خلال الفترة الأخيرة على أيدي مجموعات مسلحة مجهولة الهوية، وبينما يزعم بعض عناصر تلك المجموعات أنهم يتبعون المقاومة المسلحة، رغم نفي قيادة المقاومة تلك المزاعم، يؤكد آخرون أنها خلايا نائمة تتبع ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، فيما تشير أصابع اتهام إلى مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة. وكان عدد من الاغتيالات قد وقعت في عدن خلال الفترة الماضية، شملت بعضها قيادات عسكرية مرموقة في المحافظة، مثل العقيد عبدالناصر الضالعي، والعقيد جمال السقاف، والعقيد عبدالحكيم السنيدي. كما شهدت المدينة الأسبوع الماضي اغتيال ضابط إماراتي يعمل في جمعية الهلال الأحمر. خروج عن القانون يؤكد كثير من سكان عدن أنه بات من المألوف مشاهدة مركبات تحمل على متنها أعدادا من المسلحين الذين ينتمي معظمهم إلى فئة الشباب، ولا تتجاوز أعمار غالبيتهم 20 عاما، دون أن يتم اعتراضهم من السلطات المختصة، أو حتى سؤالهم عن هويتهم. في الوقت الذي تواصل أيادٍ خفية إرباك المشهد الأمني في المدينة المحررة وتنفيذ عمليات اغتيالات. وكان مدير أمن محافظة عدن العميد الركن محمد مساعد قاسم قد أكد في تصريحات إلى "الوطن" أن الأجهزة الأمنية حققت عدة نجاحات، واعتقلت كثيرا من الجناة في قضايا قتل وسرقات، بلغ عددهم خمسة أشخاص، مشيرا إلى أن بعضهم تم إيداعه في السجن، وهناك آخرون هربوا خارج عدن، وأن هناك جهودا لملاحقتهم والإيقاع بهم قريبا. وعن ظهور عصابات الشوارع، ومن باتوا يعرفون باسم "المفلوتين" في ساحات وشوارع عدن، قال إنهم عناصر خارجة على القانون، هدفها الرئيس هو الإجرام والكسب غير المشروع، مؤكدا عدم وجود أي ارتباط لهم بالمقاومة الشعبية، كما يرددون. مبالغة وتهويل وقال "تمت توعية أهالي عدن بعدم التعاون مع أي شخص يعرف نفسه بأنه من المقاومة، دون التثبت من حقيقته، لأن الجناة ينتحلون هويات الثوار، ويستوقفون الناس في الشوارع، وفي مزارعهم، ويعرفون أنفسهم بالمقاومة، وهم ليسوا منها، ويهدفون إلى تشويه سمعة الثوار الذين يهدفون إلى الحفاظ على عدن من الميليشيات وعصابات الإجرام. وقلل قاسم من حقيقة ما يثار عن انتشار عناصر الإجرام في عدن، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن تظهر بعض تلك الممارسات في المناطق التي تشهد أعمال عنف، مثل التي عاشتها عدن، وقال "هناك جهات تهول من حقيقة ما يجري، وتصور الأمر على أنه وصل إلى مرحلة الظاهرة، وأن المحافظة تفتقد الأمن بشكل تام، مع أنها مجرد حالات فردية. وهم يرمون من وراء ذلك إلى بث أجواء من الرعب داخل المحافظة ليتمكنوا من تنفيذ ما يهدفون إليه". غياب أمني وكان كثير من سكان عدن قد اشتكوا من وجود مجاميع مسلحة أصابتهم بالرعب، مشيرين إلى أنهم باتوا يخشون على حياتهم وحياة أبنائهم، ولا يجرؤون على مغادرة منازلهم، لا سيما في ساعات الليل، مع استمرار إطلاق النيران في الهواء بصورة عشوائية بدون أي أسباب، والقيام بعمليات سطو على الأراضي، والمباني، والمؤسسات العامة والخاصة، بشكل علني، في ظل غياب كامل لعناصر الأمن والشرطة والجيش لضبط هؤلاء. خطة لمواجهة الفوضى والإشاعات لا نستغرب تحرك الخلايا النائمة هنا وهناك من بقايا صالح والحوثي، وما يثيرونه من فوضى وإشاعات، وهناك خطة واضحة يجري تطبيقها بدقة، للقضاء عليهم وتوجيهات واضحة وصريحة من رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، بإجراءات عاجلة وسريعة لإعادة ترتيب الأمور، لتبقى عدن آمنة مستقرة. وهذه العناصر الإجرامية لم تؤثر في حياة المواطنين حتى خلال فترة الاحتلال الحوثي، لذلك لن تستطيع التأثير عليها في ظل عودة الشرعية، وإذا كانت توجد خلايا نائمة أو مجاميع فوضوية فإننا قادرون -بإذن الله- على اجتثاثها تماما. محافظ عدن اللواء جعفر سعد