ما إن تم تحرير العاصمة اليمنية الموقتة عدن من ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع صالح، حتى انتشرت ظاهرة المجاميع المسلحة التي تجوب شوارع المدينة، لترويع وابتزاز سكانها، والاستيلاء على أموالهم، بحجة أنها من عناصر المقاومة. وفيما يسير "مفلوتو" اليمن على خطى "بلطجية" مصر و"شبيحة" سورية، نفت قيادة المقاومة الشعبية ما يلصق بها من اتهامات، مؤكدة أن العصابة التي يطلق عليها "المفلوتون" هم من يقف خلف الأعمال التي تخالف القانون. وتوعد مدير أمن عدن العميد محمد مساعد بملاحقة المتورطين وضبطهم، كاشفا في تصريحات إلى "الوطن" عن توقيف أعداد منهم، وأن العمل جار لاعتقال الآخرين في أقرب فرصة. لم يكد سكان عدن يفرحون بتحرير محافظتهم من فلول المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، حتى فوجئوا بانتشار مجاميع مسلحة تنشر الرعب وسط السكان، وتقوم بابتزاز المواطنين عن طريق القوة تارة بادعاء أنهم من عناصر المقاومة الشعبية، وتارة باسم جمعيات خيرية تهدف لمساعدة الضعفاء والمحتاجين. وشهدت المدينة خلال الفترة الماضية العديد من حوادث الاغتيال التي راح ضحيتها عدد من المسؤولين، أبرزهم مدير عمليات أمن عدن العقيد عبدالحكيم السنيدي بنيران مسلحين مجهولين، يستقلون دراجات نارية دون لوحات. وقال مدير أمن محافظة عدن العميد الركن محمد مساعد قاسم، "إن ما يثار حول عدم استقرار الأمن في محافظة عدن ليس إلا محاولة من بعض المنحرفين سلوكيا لتمرير مخططاتهم الإجرامية، وبث أجواء من الرعب داخل المحافظة ليتمكنوا من تنفيذ ما يهدفون إليه". عناصر إجرامية وقال في حديث إلى "الوطن" أمس "الأجهزة الأمنية من دول التحالف والأمن اليمني حققت عددا من النجاحات، واعتقلت عددا من الجناة في قضايا قتل وسرقات، بلغ عددهم خمسة أشخاص، بعضهم تم إيداعه السجن، وهناك أسماء ما زالت هاربة خارج عدن، ستتم ملاحقتها والإيقاع بها قريبا. وعن ظهور عصابات الشوارع أو ما يطلق عليهم ب"البلاطجة" و"المفلوتين" في ساحات وشوارع عدن، قال إنها عناصر هدفها الرئيس هو الإجرام والكسب غير المشروع، مشيرا إلى أنها تشابه عصابات البلطجية في مصر والشبيحة في سورية ومرتزقة ليبيا، نافيا في الوقت ذاته أي ارتباط لهم بالمقاومة الشعبية كما يرددون، مضيفا أنه تمت توعية أهالي عدن بعدم التعاون مع أي شخص يعرف نفسه بأنه مقاوم دون التثبت من حقيقته، لأن الجناة ينتحلون هويات المقاومة الشعبية، ويستوقفون الناس في الشوارع، وفي مزارعهم، ويعرفون أنفسهم بالمقاومة وهم ليسوا منها، ويهدفون إلى تشويه سمعة المقاولة الشعبية التي من أبرز سماتها الحفاظ على عدن من البغاة من الميليشيات وعصابات الإجرام. نجاحات أمنية وحول الطرق الأمنية في التعامل معهم قال "متابعتنا لهم مستمرة، وتم التعميم على هوياتهم في نقاط التفتيش ودوريات التحري لرصد تحركاتهم"، مشيرا إلى أنه من الصعب الإفصاح عن الأعداد المتوقعة لهذه العصابات، ولكن تم تحديد مواقع تحركهم بين محافظتي لحج وعدن". وأضاف العميد مساعد، أنه من الصعب أن يتم تحديد نسبة مئوية لمستوى الأمن في عدن، وتابع "ليس من الممكن أن نحدد نسبا في الوقت الحالي، ولكنا نجحنا في التصدي لمخطط إجرامي كان يستهدف عدن من منطقة الوازعية التي تبعد 150 كيلو مترا من المحافظة، وتم التصدي له عن طريق الأجهزة الأمنية، وقوات التحالف عن طريق سلاح الجو".