تواصلت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية التابعة للحراك الجنوبي والموالين للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ومسلحي الحوثيين، صباح أمس، في مدينة عدنجنوب اليمن، والتي تشهد وضعا إنسانيا متدهورا، دفع عددا من السكان إلى النزوح خارج المدينة، وأطلقت معها المنظمات الإنسانية نداءات لمساعدة المتضررين. وأكد شهود عيان أن المواجهات اندلعت، صباح أمس، في عدد من أحياء عدن بينها المنصورة (شمال)، والعريش (شرق)، وخور مكسر (وسط)، وبدأ القتال بعد تمكن عناصر من جماعة الحوثي من التسلل إلى المدينة، واستخدم الطرفان في تلك الاشتباكات الدبابات والأسلحة المتوسطة والخفيفة. ومنذ أيام، تخوض قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، وجماعة الحوثي من جهة معارك ضد قوات موالية للرئيس هادي ومسلحين تابعين للحراك الجنوبي من جهة ثانية، في عدد من المحافظاتالجنوبية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين بالإضافة إلى مدنيين. وشكلت مدينة عدن على مدار الأيام الماضية، محطة مهمة في القتال الدائر بين الحوثيين والموالين لهادي، لا سيما بعد أن اتخذها الأخير مقراً له وأعلنها عاصمة مؤقتة، في أعقاب تمكنه من الفرار من قبضة الحوثيين في صنعاء، يوم 21 فبراير الماضي، قبل أن يغادرها إلى العاصمة الرياض، الخميس الماضي، إثر اشتداد المعارك. تدهور الأوضاع وفي ظل ذلك القتال، تدهورت الأوضاع الإنسانية في عدن إلى أدنى مستوياتها، ولليوم الثامن على التوالي بات السكان في معظم الأحياء يعيشون تحت إقامة جبرية في منازلهم. وقال سكان في أحياء خور مكسر والمنصورة ودار سعد، إن قتال الشوارع الجاري منذ أيام أجبرهم على الدخول في "كارثة إنسانية"، فإضافة إلى أجواء الرعب جراء دوي الانفجارات، نفدت المواد الغذائية في المنازل، وبات من المستحيل التفكير بالخروج لجلب مواد غذائية أو مياه شرب. وبدت الشوارع، أول أمس الثلاثاء، شبه خاوية في عدد من أحياء مدينة عدن، كما لو أن فيها حظر تجول، كما أن أغلب مستودعات بيع المواد الغذائية مغلقة أبوابها وأدت الاشتباكات إلى انقطاع المياه بعد تعرض الأنابيب لأضرار بالغة، وهو ما جعل المديرية والأحياء المجاورة لها تعيش ثلاثة أيام متتالية من دون مياه، قبل أن تصلح مؤسسة المياه (حكومية) أنابيب الإمداد. وكانت عدن سابقا، تمتاز بكونها المحافظة اليمنية الوحيدة التي لا تشهد أزمات في المشتقات النفطية التي تعيشها محافظات اليمن في الغالب، لكن خلال اليومين الماضيين شوهدت طوابير أمام محطات تعبئة الوقود، بينما أغلقت الكثير منها أبوابها أمام السيارات. وعلى الصعيد الصحي، تكتظ مشافي عدن بمئات الجرحى القادمين من مناطق القتال، بينما تعرضت مستشفيات خاصة في المناطق الملتهبة لقصف عشوائي من قبل القوات الموالية للحوثيين. وبدأ الكثير من سكان عدن، أول أمس الثلاثاء، عملية نزوح كبيرة صوب مدينة تعز (وسط) التي تشهد هدوءا نسبيا، مقارنة بالمحافظاتالجنوبية التي باتت مسرحا لعمليات قتال شوارع بين موالين لهادي ومسلحي الحوثي. المنظمات تحذر وقالت منظمات حقوقية يمنية: إن " الجوع والأمراض " تهدد سكان المحافظاتالجنوبية، منها مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن.مشيرةً إلى "مخاطر انتشار الأوبئة والأمراض نتيجة تناثر الجثث والأشلاء في الشوارع وعدد من المباني وتكدسها تحت أنقاض بعض المنشآت المدمرة ". وأكد المرصد اليمني لحقوق الإنسان ومقره مدينة صنعاء، في مناشدة وزعها على الصحفيين عبر الايميل "أن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب أعداد الجرحى والمصابين ويترافق ذلك مع نفاد للأدوية وتلاشي المواد الأساسية المائية والغذائية". محذراً في ذات الوقت من انتشار " الجوع " الذي قال إنه يتهدد سكان عدنوالمحافظات المجاورة لها "، حد تعبيره. منوهاً إلى أن "عدد من المحافظات تواجه كارثة إنسانية جراء القصف والحروب التي تعيشها البلاد". وناشد المرصد، كافة المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والوطنية وعلى وجه الخصوص " المنظمة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الإغاثة الدولية ومنظمة أطباء بلا حدود " بسرعة التحرك لإغاثة سكان العاصمة عدن وما جاورها من المحافظات وإمدادها بالماء والغذاء والدواء ووسائل الإسعافات الأولية والإنقاذ. جواس يهدد الحوثيين من جانبه، تعهد القائد العسكري الجنوبي البارز " العميد ثابت جواس"، الذي يقود المقاومة الشعبية في مدن الجنوب إعادة من أسماهم " الغزاة الحوثيين" إلى " كهوفهم وجحورهم والسجون". وبث نشطاء جنوبيون فيديو لجواس وهو يعلن تأييده لعاصفة الحزم. مؤكداً أن التحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية هو " إنقاذ اليمن من النفق الذي أوصلتنا إليه عصابات الفيد والإجرام من القتلة والمليشيات المتمردة على الوطن وسيادته". مشدداً في خطاب موجه إلى القوى الجنوبية " تمسكه بخيار المقاومة حتى تثبيت الشرعية الدستورية. وقال إن اللجان الشعبية حققت "نصرا" على مليشيا الحوثي في كل المحاور القتالية بمدن جنوبية. ويعتبر جواس من ابرز القيادات العسكرية التي أعلنت ولاءها للرئيس عبد ربه منصور هادي منذ وقت مبكر من الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية في سبتمبر الفائت. إجلاء الهنود يأتي ذلك فيما صرح مسؤولون من الهند بأنه تم إجلاء 348 هنديا كانوا محاصرين في اليمن، وأضافوا أنهم حاليا في طريق العودة إلى بلادهم. وصرح سيد أكبر الدين المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية بأن سفينة بحرية هندية ستقل هؤلاء الرعايا من ميناء عدن، وأنهم سيستقلون بعد ذلك طائرات حربية من جيبوتي لإعادتهم إلى الهند. وقالت مصادر مسؤولة لوكالة الأنباء الهندية الآسيوية: إن السفينة أبحرت وسط وابل من القنابل لإجلاء الرعايا، ومن بينهم أكثر من مائة سيدة و28 طفلا. ووفقا للوزارة، فإن عدد الهنود في اليمن يقترب من نحو أربعة آلاف شخص بينهم عمال ورجال أعمال وممرضات. ولا تزال السبل متقطعة بكثيرين منهم في عدنوصنعاء.