فيما واصلت روسيا ضرباتها الجوية على مناطق في وسط وغرب سورية، أمس، شهد ريف حلب الشمالي معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وتنظيم داعش، في محاولة لاستعادة البلدات التي فقدتها خلال اليومين الماضيين، من أيدي التنظيم، كما أكدت تقارير أن فصائل المعارضة نجحت أخيرا في تدمير أكثر من 20 دبابة روسية تابعة لقوات بشار الأسد في حماة، باستخدام صواريخ تاو الأميركية المضادة للدروع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حركة أحرار الشام، وهي إحدى الفصائل المعارضة في ريف حلب، نجحت في استعادة بلدة تل سوسين من أيدي التنظيم، كما دارت اشتباكات عنيفة من أجل السيطرة على بلدة تل قراح المجاورة، لافتا إلى أن البلدتين تقعان على طريق استراتيجي يؤدي إلى تركيا إحدى الداعمين الأساسيين للفصائل المعارضة. وكان تنظيم داعش حقق تقدما في ريف حلب الشمالي خلال اليومين الماضيين، إذ سيطر على بلدات عدة تقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة. وأكد التنظيم المتطرف أنه وصل فعليا إلى "مشارف مدينة حلب"، فيما أشار المرصد إلى مقتل العشرات من مقاتلي الطرفين خلال المعارك. مقتل 17 مدنيا يأتي ذلك بينما بدأت قوات النظام عملية برية واسعة في وسط وشمال غرب سورية، حيث يوجد فصيل "جيش الفتح" المعارض، فيما أفاد المرصد السوري أمس بأن الطائرات الحربية الروسية استهدفت خلال اليومين الماضيين محافظات اللاذقية، وإدلب، وحماة، بغارات عدة، مبينا أن الغارات الروسية دمرت مقرا للفرقة 13 بريف إدلب الجنوبي، التي كانت تلقت دعما من الولاياتالمتحدة. وأشار المرصد السوري إلى أن تنظيم داعش ليس له وجود حقيقي في هذه المناطق، لكن يوجد في شمال سورية مقاتلون آخرون كالشيشان، تريد روسيا التخلص منهم. من جانبها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الضربات الجوية الأولى التي شنتها روسيا الشهر الماضي على شمال حمص أسفرت عن مقتل 17 مدنيا على الأقل، ويجب التحقيق بشأنها لرصد أي انتهاكات محتملة لقوانين الحرب. توتر تركي- روسي إلى ذلك، أكد مراقبون أن التوتر لا يزال سيد الموقف بين موسكو وأنقرة، على خلفية تدخل موسكو في سورية وانتهاك طائراتها المجال الجوي التركي. وقال الخبير في العلاقات الدولية عمر تشاغلار في تصريحات إلى "الوطن"، إن التدخل الروسي في سورية، وبمعنى أدق مساعدة روسيا للأسد، تحمل كثيرا من علامات الاستفهام حول مستقبل العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن روسيا تعيش الآن حالة من العزلة بسبب سياساتها في المنطقة، مشددا على أنها ستخسر كثيرا إذا حاولت أن تتخذ سياسة متناقضة مع تركيا.