أكد أدباء ونقاد خلال مداخلاتهم مساء أول من أمس في ختام الأمسية الشعرية، للشاعرين ناجي حرابة، ويحيى العبداللطيف بمنتدى "بوخمسين" الثقافي في الأحساء أن القصيدة تحاكي حياة وشخصية الشاعر ذاته. وشبه حرابة خلال الأمسية التي أدارها محمد الفرحان لحظة توقفه عن الكتابة الشعرية ب"الوفاة"، وأنه من الصعب اختزال الشاعر الحياة والفنون والإبداع، إذ إنه لا يمكن أن نضع الإطار أو تعريفا معينا علميا للشعر، وكلما وضعنا تعريفا للشعر وجدناه ناقصا، ويطربني تعريف نزار قباني بأن الشعر هو إفراز جمالي. فيما أكد العبداللطيف أن الشاعر لو انشغل بالفلسفة لن يكتب الشعر، وأنه لا يحب الفلسفة ويجد اختلافا بين فضائي الشعر والفلسفة، وقد يتقاطعان في مناطق ما، إلا أن بعض المواضع الفلسفية تفقد الشعر ذاته، موضحا أن هناك اختلافا عند قراءة أي نص بين الشعراء والفلاسفة، لأن الشعراء يقرؤون اللغة بجمالياتها والفلاسفة يقرؤون اللغة بعلمية بحتة، وأن الشاعر أكثر تمردا من الفيلسوف. وقال الشاعر جاسم الصحيح: إن حرابة تطغى على شاعريته الرزانة والفخامة، وتنطلق شذراته الشعرية من صياغته المشرقة للنص، وعند تناوله لفكرة عادية يسعى لإحالتها إلى مستوى من الشعرية لتتحول إلى مصباح مضيء، إضافة إلى الرؤية التي تحملها قصيدته، ومضى بقوله: العبداللطيف تطغى على شاعريته الرشاقة ويؤمن بانفتاح النص على تأويلات عدة، وأن العبث الذي يمارسه بالمفردة والواقع والحياة هو جوهر الشعر، لافتا إلى أن الشعر منطلقه اللغة ونتاجه المجاز، ويجب امتلاك الأدوات الفنية لتحيل عبث الواقع إلى جمال في المجاز واللغة، لا سيما وأن الشعر صناعة وليس كله وجدان. رئيس ومؤسس منتدى الينابيع الهجرية الشعري الشاعر ناجي الحرز قال: إن الشعر الأحسائي منذ دخوله عصره الذهبي الحالي، وهو في تألق دائم وكل من يتألق من شعراء جيل يجدون لهم امتدادا في الجيل الذي يليه، والجميل في ذلك أن الامتداد عموديا، مؤكدا أن الشعر في الأحساء سيستمر في الصعود حتى يجاوز عنان السماء. واستعرض الناقد أحمد الحسن طريقة إلقاء الشاعرين، ذاكرا أن حرابة شاعر وجداني ينعكس ذلك من خلال إلقائه الهادئ والمد في معظم قوافيه علاوة على ارتباطه بالبيئة الأحسائية المتمثلة في العنقود والتوت والسلة الغذائية والفواكه الأحسائية، بينما العبداللطيف شاعر يتبنى قضايا اجتماعية، والشاعران يجمعهما الحنين إلى الطفولة.