قص جيل من الشعراء الكبار شريط الأمسية الأولى لجماعة «حواف» الإبداعية التي يقوم على تقديمها والاشراف عليها مجموعة من الشباب وذلك يوم الخميس المنصرم، حيث صاحبت الأمسية الشعرية قراءات نقدية في افتتاح فعاليات الجماعة، كالشاعر ناجي الحرز والشاعر جاسم الصحيح وغيرهما العديد من شعراء الأحساء . ففي ورقة بعنوان: (الهميلي؛ يعيد صياغة ذاته المؤمنة) يقول الناقد يونس البدر المحاضر بقسم الأدب بجامعة الملك فيصل بالأحساء: «لطالما قيل عن الهميلي إنه يكتب الشعر لأنه يقرأ وكما يقرأ، ولكني أقول إنه يقول الشعر لأنه يحس بما يقرأ، ويستلهم شعريته من كل ما يقرأ». ويقول في موضع آخر: «لن تقف على حدود تأويلات الهميلي إذا لم تدرك تلك الروابط التفاعلية الدقيقة بين نصوصه على مستوى الأزل، رغم تباعدها الوجودي على مستوى الزمن، فكل نص منها هو حافة من حواف الإقلاع إلى فهم الوجود، وللتأكيد على هذه الصلة بين نصوصه مجتمعة فلننظر لنصه (سأصوغني) والذي يبدأ بقوله: (سأعيد ترتيب الحياة بداخلي). إنها أربع كلمات أراها أنها الحد التعريفي الذي يضعه الهميلي لمشروعه في صياغة ذاته». وقرأ الهميلي قصيدة «نصٍ على متن الغياب» أما الشاعر ناجي حرابة فيتناول في ورقته المعنونة «أعتصر الغيمة» قصيدة نثر للشاعر أحمد الصحيح بعنوان «فاحت من جسدي غيمة» وفيها يقول: «وسط الركامِ المتكاثرِ للنصوصِ الأدبيةِ المنتميةِ لقصيدةِ النثر في مشهدنا العربي، يظهرُ من بيننا الشاب أحمد الصحيح بموهبته النافذةِ البصيرة، المكتنزةِ بالرؤى والأخيلةِ، واللغةِ ذاتِ التوتُّر الشعري المتصاعدِ، ومن بين نصوصه الشاهدةِ على ذلك نصُّ: «فاحتْ من جسدي غيمة»، فمنذ العنوان تستقبلك اللغةُ المجازيةُ المؤاربة، فتومضُ لنصٍ مختلف، وتؤذنُ بسماع ما لم يُقل، أو قيل ولكن ليس هكذا، ليبدو تجلّياً لجناح فراشة غضٍّ، أو لوحةً طازجةً لم تجفَّ بعد، فلا يجدر بك وأنت تقرأها أن تجسّ نبضها بأدواتِ النقد الحادة، حتى لا تختلط ألوانها وتتغير ملامحها». وفيه يقول في موضع آخر: «ورغم أنه طيِّعُ الدلالة لا يغلق باب التأويل، بل يمنح القارئ فسحة في التخيل، بل قد تجد ما يشبه الدعوةَ للقارئ إلى اجتراح ذلك معه في قوله: (أمّا جمالُكِ فاتّساعٌ تفسيرُهُ احتياجُ مُخيّلتي إلى مُخيّلة)، فإن كان كذلك فهو يدعونا لأن نشاركه في كتابة نصٍّ يرى أن مخيلته قصرت عن بلوغه». وختم حرابة ورقته داعيا الصحيح إلى الكتابة بالأشكال الأخرى للشعر فقال: «إنني أدعوك يا صديقي أن لا تكتفي بشكل واحد من أشكال الكتابة، وأن تتورط بالموسيقى الهامسة فيها لا الصامتةِ فقط، كي يرتفع سقف الانفعال في لغتك، وفي مستوى طقوس الممارسة الوجدانية معها، فأنت جدير بهذا التحدي، وتمتلك جلَّ أسلحته، وهذه ليست وصيةً ولا وصايةً بل وشايةٌ، لإيماني أن فضاء الكتابة يتسع لكل الأشكال المتوازية لا المتزاحمة ليرسم لوحة قوس الكلام». وقرأ الصحيح ثلاث قصائد في الأمسية منها ما قدم فيها حرابة الورقة وثانية بعنوان «الباب» وثالثة بعنوان «في وداع بورتلاند» وقصيدة: «ذاكرتي ملقاةٌ على الأرض.. تنزفُ امرأةً» اما الفارس الثالث للأمسية فهو الشاعر علي سباع الذي قرأ نصا طويلا بعنوان «خارطة الأوردة». وقرأ الشاعر يحيى العبد اللطيف مداخلة قصيرة أشاد فيها بتجربة سباع، واختتمت الأمسية بتكريم العبد اللطيف بمناسبة حصول ديوانه الأول على جائزة مبادرة عبداللطيف جميل لدعم الإصدار الأول التي نظمها نادي جدة الأدبي وقدم جوائزها وزير الثقافة والإعلام محيي الدين خوجه. جانب من حضور الامسية